مبارك: هايْ زين!
زين الهاربين: هاي باراك!
مبارك: معك مبارك لا باراك.
زين: آه معذرة، سمعتُ هاي فظننتك أمريكيا.
مبارك: لا تؤاخذني! فأنا لا أتحدث إلا مع الأمريكان هذه الأيام.
زين: لا بأس. لكن..باراك..مبارك..هل هناك فرق حقا؟؟
مبارك: ما ذا تقصد؟
زين: لا شيء، ولكن هل تتكلم أنت من تلقاء نفسك؟
مبارك: وهل كان الإيليزي يأذن لك أن تتكلم كما تشاء؟
زين: ألهذا اتصالُك؟ سأنْهي المكالمة..مع السلا..
مبارك: لحظة..لحظة..أرجوك! لا تنفعل! ما لهذا اتصلت.
زين: تكلمْ إذن واختصر! فليس لدي رغبة في أن أسمع أي أحد، وخصوصا إذا كان حاكما عربيا.
مبارك: أريد أن أسألك يا زين عن بعض الأمور المهمة، فيبدو أني عن قريب سألحق بك.
زين: تُؤنسني وأؤنسك إذن.
مبارك: قل لي! كيف تشعر الآن؟
زين: أَصْدُقك القول، إذا كان فيما حدث شيء من خير، فهو أني أشعر الآن أني إنسان، كباقي الناس.
مبارك: وماذا كنت قبل؟
زين: لقد كنت أظن أنني أصبحت إلهاً. أما الآن فقد أدركت الحقيقة. لكن للأسف بعد فوات الأوان، فأنا إنسان لم تكتمل إنسانيته.
مبارك: بمعنى؟
زين: ألا ترى أني كائن غريب؟ لا الناس راضُون عني، ولا رب الناس.
مبارك: وأحوالك المعيشية، كيف هي؟
زين: إن كنتَ تقصد البذخ والترف الذي كنت فيه، فلا شيء من ذلك باق. وإن قصدتَ غير ذلك فلا ينقطع الخير من أمة محمد. لا تنس أني ببيت الكرم نزلت. ثم إني كنت أحكم بيد وأجمع بالأخرى. ولا أحسب إلا أنك تفعل الشيء نفسه.
مبارك: ومَن منا لا يفعلها؟ سيكون أغبى الأغبياء إذن. والعرش الذي تجلس عليه هناك، أقصد الكرسي، كيف هو؟
زين: ليس وثيرا كسابقه، ولم يُرصَّع بذهب ولا لُجَين. ثم إنه كرسي للجلوس فقط.
مبارك: تقصد أنك لا تأمر ولا تنهى؟
زين: ومَن سيسمعُك؟ بل من أنت؟
مبارك: يا ويلي! لكني منذ ثلاثين سنة وأنا أفعل ذلك. والحَرَس؟ هل لديك حرس؟
زين: هما حارسان بالباب لا أكثر، لستُ أدري أيحرسانِي أم يَرْقُبان؟
مبارك: ولِمَ الرقابة؟
زين: يبدو أن الرقابة مِلحُ الضيافة؟
مبارك: ألا تُعامَل بما أنت أهلٌ له؟
زين: وما الذي أنا أهل له؟ لقد كنتُ فخامة الرئيس بنعلي، وصرت بنعلي.
مبارك: يا للمصيبة! أطارت الألقاب؟ أغادر الأصحاب؟ يا لسُمعتي!
زين: أي سمعة يا هذا؟ لقد كنا نكذب على أنفسنا. أما بلغك قول شكسبير: "السمعة أكثر الخدع زيفا وبطلانا، فهي كثيرا ما تُكتسب دون وجه حق، وتُفقد دون وجه حق"؟
مبارك: صدق شكسبير، وكذَب بنعلي. لكن ما العمل؟ أنا في ورطة.
زين: لا تكررْ خطئي! اعتزلْ يا أخي!
مبارك: هكذا، بهذه البساطة؟
زين: ألَمْ تَكفك الثلاثون؟
مبارك: وهل كنت أنت ستكتفي بثلاث وعشرين لو لم يحدث ما حدث؟
زين: دَعْنا من الماضي! في كل الأحوال هنا أَرْيَحُ لك. أنا في انتظارك.
مبارك: لن أتأخر، أعِدُك. سوف أُماطِل فقط.
زين: إذن نَحُجُّ معاً هذا العام؟
مبارك: إن شاء الله.
زين: باي!
مبارك: باي!