|
عروسٌ تنادي في ليالٍ هيَ السِّحرُ |
مئيناً من العشاقِ كمْ أضجر الصبرُ |
أطالت صداها فاستهام بحبها |
فوارسُ مجدٍ في تمائمِها الفجرُ |
مطايا إباءٍ قد أثارَ غبارَها |
تَمادِي ظلومٍ غَرُّه الْكرهُ و الغدرُ |
و يُفْدَوْنَ من قتلٍ شنيعٍ شبيبةٌ |
وفرعونُ يُردِي لا قبورٌ ولا نِسْرُ |
بعامٍ يُروِّي من دِمانا زروعَنا |
و عامٌ يُهَادي يستجيرُ له النَّحْرُ |
وَ عامٌ يمدُّ النيلَ جهرا بِحُورِنَا |
وَقدْ زانَ جيداً مَرْمَرِيًّا لها الدُّرُّ |
فلا صَانَ منها سحرَها أو حيائَها |
وما الصَّخرُ ذُو حِسٍّ لِيُبْهِرَهُ السُّحرُ |
عروسٌ تجلى الحبُّ في طيِّ جفنها |
كماساتِ شوقٍ زانَ لآلائَها الأسرُ |
و يُمْهِرُهَا المجنونُ بالرُّوحِ ما وَنَى |
يُلَبِّي فلا أثناهُ قهرٌ ولا بَترٌ |
فداها شهيدٌ يطلبُ الهولَ للعُلَا |
وحين ارْتقى رَاوَدْنَها الأنجمُ الزُّهْرُ |
وشعبٌ تهادى المجدُ في عزْماته |
فأرساه في أرضٍ فصاح بهِ الفخرُ |
يُنَاجِي رُبَا التَّارِيخِ يَكْتُبُ بالدِّما |
مفاخرَ عزٍ شادَها منهمُ الدَّهرُ |
فلا تلك يا فرعون واحتك التي |
غَرسْتَ عظاماً لا فأَنْبَتَها القَهرُ |
أفق أيها المغرور واحاتُ غَيِّكُم |
تكاثرَ قيحٌ نضجَه يكشفُ السِّرُّ |
ثلاثين حولًا هدَّنا الجوعُ و الَّلظى |
حصونٌ من التنكيلِ قد صانها الكِبرُ |
وهامانُ في جند التجبِّرِ أمرُه |
صواعقُ بركانٍ يمازِجُها الفقرُ |
لقد آنَ يا لصَّ الكرامةِ تنتهي |
و يرقى سمانا من عزائمنا الصَّقرُ |
إذا فاضَ ماءُ النيلِ يرقى غثاؤُه |
فلا تسألِ الشطآنُ أَيْنَ لَه القبرُ |
فَمَرْحَى بمصرٍ والتواريخُ تحتفي |
وثُوَّارِ ميدانٍ يوافيهمُ النَّصرُ |
عروسٌ بميدانٍ تُعِدُّ زفافَها |
وَ حُلْمٌ لَها الإنجازُ حقَّقَهُ الفَجرُ |