|
أعِدْنـي إلـى الحـيِّ القـديـمِ فإنَّـنـي |
نثـرْتُ فـؤادي فــوقَ كــفِّ رِمـالِـهِ |
ألَمْلُـمُ تذكـاري . . أراجـعُ دفتـري |
على سطـرِهِ يُرْثَـى لحالـي وحالِـهِ |
تحـسَّـسَ جُــدْرانَ المـواجـعِ ليْـلَـهُ |
وألْقـى علـى الأيَّـامِ بعْـضَ سؤالِـهِ |
يُلاحـقُ فـي أفْـقِ الليـالـي طيـوفَـهُ |
فتلْتَـهِـمُ الأشـبـاحُ طَـيْــفَ خـيـالِـهِ |
يـراقـبُ أكـوانـاً تغـطِّـي شـمـوسَـهُ |
فـأحـلامُـهُ غـابــتْ قُـبَـيْـلَ زوالِــــهِ |
يــدقُّ عـلـى أبــوابِ أيَّـامِـهِ الَّـتــي |
تـقـضَّـتْ فتـلـقـاهُ بـرجْــعِ مـقـالِــهِ |
يُفَتِّـشُ فــي كــلِّ الـزوايـا مسابـقـاً |
جمـوحَ أمانِيـهِ . . جـنـونَ خبـالِـهِ |
مَشـاهـدُ أُنـْـسٍ تسْتـحِـثُّ شجـونَـهُ |
ويـا ليْـتَـهُ يحْـظـى ببـعْـضِ منـالِـهِ |
يُفَتِّشُ طُولَ الدَّهْرِ عنْ صاعِ حلْمِهِ |
وأشْباحُ يأسِ العُمْرِ وسْطَ رحالِهِ |
ويُكسـى لعِيْـدِ الفَقْـدِ ثــوبُ تَـوَجِّـعٍ |
وخِـيْـطَ مـــنَ الآلامِ تـــاجُ عِـقـالِـهِ |
تنـفَّـسَ أحــلامَ الطـفـولـةِ عـنـدمـا |
رأى خَزْنةَ التِّذْكـارِ فـي أسْمالِـهِ |
فَهَـبَّ يزيـلُ الدَّهْـرَ عنْـهـا وتُـرْبَـهُ |
بنفْخَـةِ شــوْقٍ مــنْ ذؤابـَـةِ شـالِـهِ |
يُنَادِمُـهـا كــأْسَ الخـوالـي ملـيـئَـةً |
بأشجانِهِ..يـحْـكـي غـرابــةَ حـالِــهِ |
يوسْوسُ للأيَّامِ عُودِي إلى الورى |
فتصْفَـعُـهُ زجْـــراً لِـســوءِ فِـعـالِـهِ |
يُحاوِلُهـا حيْـنـاً وحيْـنـاً بــهِ أســى |
فيسْقُـطُ يَبْـكـي فــي رِحــابِ مـآلِـهِ |
ويمْسَحُ عنْ وجْـهِ التَّعاسـةِ بؤْسَـهُ |
ويخْلَعُ ثَوْبَ الأمْسِ ثـوب اغتيالِـهِ |
ويصْرُخُ في وجْـهِ الليالـي مودِّعـاً |
هـيـاكِــلَ أحــــلامٍ بِــطَــلِّ عِــوَالِــهِ |
فَخُذْنـي مـنَ الحـيِّ القـديـم فإنَّـنِـي |
هَلِكْـتُ وقوفـاً عـنـدَ سـفْـحِ طـلالِـهِ |
فخذني من الحي القديم..فقـال لـي |
أنـسْـتَ؟؟ولـكـنْ لـيـتـنـي بـنــوالِــهِ |
مضى قائـلا والعمـر أثْمـنُ جَوْهـرٍ |
ولـكـنَّــهُ أدْنــــى بِـشِـسْــع نـعـالِــهِ |