أورَاقٌ وَطنٍ مُبَعْثَرة
ذاتَ مساءٍ أخذتُ بعض أوراقي وقلمي ومِحبرة
وسْطَ أفكارٍ تدور في رأسي تشتعل في الذاكرة
ونظرةٌ مخيفةٌ علي خريطةِ وطنٍ تعيسٍ حائرة
أحداثٌ كئيبة عجيبة مرت هنا أحزانها مدمرة
و أحداثٌ تجري سريعاً فوق أوراقي المبعثرة
.................................................. .......
المشهد الأول :
صوتُ رياحٍٍ تلعب بالشُبَاكِ في ليلة خريف
أوراقُ أشجارٍ تتساقط ورذاذ مطرٍ خفيف
ونباحُ كلابٍ و مسكينٍ يحمل بيده رغيف
و أطفالٌ تجري فَرَحَاً تلهو علي الرصيف
الوطن بين هذا وذاك يئنُ في صمتٍ مخيف
.................................................. .............
المشهد الثاني :
حشرجة الأصوات وتساقط حبات الماء والحروف
يحملني الزمن للوراء وسط قرع الطبول والدفوف
وأنهارٌ حمراءٌ تجري بلا زرقة ماؤها حد السيوف
فألمحُ فارساً ندياً يظهرُ شامخاً أبياً يوحد الصفوف
أكاليل الغار تزين الوطن وأعداؤه تُذبح كالخروف
.................................................. .............
المشهد الثالث :
أكثر من ستين عاماً مرت علي هذا الوطن
عدت لزمن الأربعينات ألا بئساً لهذا الزمن
أرضٌ تضيعْ ويُزرَعُ فينا حقيرٌ شديدُ العفن
ونصبح فُتاتاً ضِعافاً خِرافاً له نباعُ بلا ثمن
وطفلٌ رضيعٌ يولد غريباً في أرض المحن
.................................................. ....
المشهد الرابع :
الأسد الجسور يطاطيء الرأس قد ذاق الهوان
قد كان يعد المشهد لعرسٍ وفجرٍ وفخر الزمان
فإذا الفجر ليلٌ طويلٌ كئيبٌ حزينٌ والأسدُ مدان
العُرسُ باتَ جِنازةً في كل بيتٍ ووسط الميدان
الأرض ضاعت والمدنُ الآن يسلبها عدوٌ جبان
.................................................. .....
المشهد الخامس :
ست سنوات تفصل بين العار وبين الكرامة
وفي الموعد الحق يأتي العبور ليرفع هامة
أرادوا لها أن تظل حزينة في الوحل علامة
نادى المنادي فمدوا الأيادي لنرفع حطامه
إذا الوطن واحد العالم يرقب ويسمع كلامه
.................................................. ...
المشهد السادس :
زمن اختلافٍ وفرقة وحربٍ بين الإخوة تدور
وزمن انتكاسة لأمة تُفرق وتهدم كل الجسور
يأكل فيها القويُ الضعيف تزداد فيها الكسور
وعلي العدو ما بها من أسود ما بها من نسور
الحكم فيه فسادٌ عظيم - آن الأوان لنا أن نثور
.................................................. .....
المشهد الأخير :
أي السنين أنت وأي المكان وأي الزمان المجيد
في كل وطني نداء يعانق بالفخر تاجٌ وعامٌ جديد
هذا النظام سيسقط فيسقط , الكل ردد نفس النشيد
الفجر لاح من عند تونس ومر بمصر وليبيا تريد
تنتظر نورٌ يشق الدجى , والفأل فأل اليمن السعيد
.................................................. .......
لملم جراحك يا وطن كفاك ظلم السنين الطوال
الفجر نادى فقم وأحيي من كان صعب المنال
ففينا من مات يحلم به وفينا من عاش احتمال
الكل يطلب فجراً جديداً فعد بالزمان وعد بالرجال
لأكتب في ورقي المبعثر أنك داويت جُرحي وَزالْ
كلمات : د هاني ابوالفتوح
الكويت – في الخميس 7 ابريل 2011
( ارجو من اساتذتي الكرام أن يغفروا لي أي تقصير غير متعمد في حرفي وقلمي والقصيدة هنا للإستفادة بآرائهم وتوجيهاتهم القيمة )