|
لـ(دَرْعَا) .. ضاقت الأشعارُ ذَرْعَا |
وظلّت تقرع الأبواب قرعا ! |
تنادي تطلق الآهات حَرَّى |
وتنعي من قضوا بالبطش صرعى |
مآسي بالردى جابت ثراها |
فأضحت كلها للقصف مرعى |
بقنص مهلك للناس سرا |
وجهرا يعتلي دورا وزرعا |
فهبت ثورة للشِّعْرِ تأبى |
مظالم من رأى التقتيل شرعا |
ولاحق من رأى التحرير ذنبا |
ومزّق أهله أصلا وفرعا |
فقامت بالضحى الأبياتُ تشدو |
مواجع نهضة الثوار ترعى |
حقوقا أينعت بالحق دعما |
حثيثا يصرع الطغيان صرعا |
ويثبت أننا للعدل نحيا |
نُسَخِّر للهدى قولا وسمعا |
ونجعل وجهة القسطاس نهجا |
حميدا ينصر الأبطال جمعا |
بمصرَ وتونسٍ صنعا وليْبيا |
ويحمل شعلة الثوار طوعا |
دماءٌ قد جرت فيحاء تزهو |
بطهر في حمى الأوطان تسعى |
وتزهر زهرها روضا بهيجا |
مريعا طيبا كَمَّا ونوعا |
رجالٌ أينعوا كالنبت يرقى |
رقيا يحتوي ربعا ونجعا |
تلالى ضوءُهم بدرا منيرا |
بطهر نصَّع الأجواء نصعا |
تنامى ناضرا عذبا جميلا |
جليلا يملأ الآفاق وسعا |
بلادٌ أشرقت بالنور حسنا |
تواصل بالسنا في الأرض سطعا |
ولاحت بالضيا تأبى ظلاما |
ويأبى عزمُها المقدامُ قَمْعَا |
تواصل سعيها المحمود حتى |
تَدُعّ جحافل البهتان دَعَّا |
تمزق طغمة للشر قسرا |
تصدّع عصبة العدوان صدعا |
وتفتك بالذي قتل البرايا |
ومزق عامدا مرعى وضرعا |
وعربد شاهرا ضيما وسيفا |
وتابع خاسئا للزرع قَلْعَا |
ودمّر في ربى الأنحاءِ غرسا |
ونبعا قد حوى طيرا وبجعا |
ويجري ماؤها عذبا زلالا |
رطيبا سائغا للناس نبعا |
وكانوا في حمى الأغلال مرضى |
وكانوا في لظى الأهوال جوعى |
يلاقي فيهم المسكين قهرا |
كعبد يرتئي بالسوق بيعا |
ويحصد مرغما بالبغي خسرا |
تجرع جرعة الإذلال جرعا |
ويمضي مجبرا بالقيد يلقى |
بضرب مبرح بالسوط كسعا |
وبطشا مفرطا كهرا ونهرا |
بطيش يصفع الإنسانَ صفعا |
يداوي بالجوى صمتا وسحقا |
يرقِّع ثوبه بالصبر رقعا |
يرمم عيشه بحطام صرح |
تهاوى قد ذرا بالجو نقعا |
ويدفع زمرة رعناء تعتو |
عتوا مجرما بالعزم دفعا |
حياة زادها السجَّانُ سجنا |
وروَّع للورى بالقتل روعا |
وخصص ثلة تحمي وترمي |
وطبَّع بالعَمَى واللؤم طبعا |
فكانوا كلهم للجهل حصنا |
وكانوا كلهم للزيف دِرْعَا |
وصالوا جلهم للسحت أخذا |
وجالوا جلهم للحق منعا |
وهاموا .. زيَّنوا البهتان فُجْرا |
بخبث رصعوا الطاغوت رصعا |
وهذا ما حبا العدوان غدرا |
جديدا نَفَّع الغدّار نفعا |
قصيدي قد شدا شدوا وأنهى |
سكوتا ضاق بالأهوال ذرعا |
فهيا للعلا والعز حشدا |
منيعا واصقعوا الطغيان صقعا |
أتموا ما بدا حسما بسعي |
حثيث يفقع الشيطان فقعا |
وهبوا هبة الثوار حتى |
تتابعُ صولةُ الأحرار مسعى |
لنصر باهر يأتي بصبح |
منير يرفع الأوطان رفعا |
فمن رغب الهدى والطهر يحيا |
عزيزا يقطع الرقطاء قطعا |
وأحسن والذي برأ البرايا |
ببتر قوامها المختال صنعا |
نهضتم .. أكملوا المشوار مهما |
لقيتم في لظى النيران همعا |
سيكسر بأسكم طوقا شديدا |
تجاسر واقعا بالفخ وقعا |
سيلقى مرغما خزيا وعارا |
شنارا يقفع الأنذال قفعا |
رأيت مشاهدا لاحت لعيني |
بصوت محبط الآمال ينعى |
رحابا آمنا بالقنص يبكي |
وينظر من حصار الموت يَنْعَا |
بـ(درعا) قاومت أرتال بغي |
تواصل جهرة للناس فجعا |
و(دوما) مثلها لاقت حصارا |
أضاءت في دجى الإظلام شمعا |
تعاني عتمة الآلام تأبى |
خضوعا تسجع الأقوال سجعا |
بصوت يبعث الآمال فذٍّ |
ويرجع في فضا الثوار رجعا |
فقمت بواجب الإبحار شعرا |
لـ(درعا) فاردا بالفلك قِلْعَا |
يلاقي عندها (دوما) وريفا |
يوافي في ضيا الأحرار ربعا |
يلاحق واثبا وغدا جهولا |
يواجه في ثرى الأحراش ضبعا |
لعلي إن شدوت لهم بشدوي |
أخفف عنهمُ حزنا ودمعا |
فرُصُّوا صفكم فرسانَ (دوما) |
بعزم .. واصبروا أبطالَ (درعا) ! |