|
إلى عيْنيكِ تسبِقُني القوافي |
وتعرفُ دربَها دونَ انحرافِ |
تعاتبني إذا ما همتُ شوقاً |
وليسَ الشّوقُ في عيني بِخافِ |
ويصبحُ في هواكِ الحرفُ صبًّا |
ويُمسي كاتبًا قصصَ العفافِ |
أحبّك مثلما قدْ هامَ غيري |
وأقسمُ بالذي مدّ الفَيافي |
بأنّي في غَرامي موجُ بحرٍ |
وكالطّوفانِ في العشقِ انجرافي |
وإنْ كانَ التّولـّهُ فيكِ ذنبًا |
فذنبي كانَ مِنْ قبلِ اقترافي |
أنا الظّمآنُ في يومي وليلي |
وأنتِ الشّهدُ كأسي وارتشافي |
ومثلُ النّهرِ مِنْ عسلٍ مُصفّى |
يُروّي العاشقينَ على الضّفافِ |
وأنتِ الحلمُ قبلةُ عشقِ أمْسي |
وحِبُّ غدي وخِلّي في المنافي |
وقربُكِ كالنّدى في وجهِ صُبحي |
وبُعدُكِ جمرةٌ فوقَ الأثافي |
وأرجو الله أنْ يزدادَ عمري |
لكيْ يزدادَ مِنْ حُبّي اغترافي |
ألا ويحَ المتيّمِ كيفَ يغدو |
منَ الذّوبانِ كالمرضى النِّحافِ |
وكيفَ يلينُ للأحبابِ صخرٌ |
وينمو الزّرعُ في تربِ الجفافِ |
فيا مَنْ وصلُها للرّوحِ روحٌ |
عليلُ نسيمها للقلبِ شافِ |
أجافي الشّمس لستُ بها شغوفًا |
ولكنْ عتمَ ليلِكِ لا أجافي |
ولست ُ أغارُ أنْ يلقاكِ ألفٌ |
منَ العُشّاقِ في سَحَرٍ خلافي |
وأغدو حارسًا حتّى تنامي |
وأسهرُ كالنّجومِ فلا تخافي |
ويا منْ قد سألتَ وحرتَ فيها |
وأنكرتَ التّهافتَ في هتافي |
أجيبكَ والحروف بها تغنّي |
وقلبي مخلصٌ في الحبِّ صافِ |
هي الأوطانُ عشقي وانشغالي |
وفي روضاتِها يحلو طوافي |
هي الأوطانُ قرّةُ عينِ عيني |
وإنَّ القدسَ تسكنُ في الشّغافِ |