مقابلة مع حكيم قادم من زمن العزة والإنتصارات
في هذه المقابلة طلب إلى هذا الحكيم المقارنة بين أيامه وأيامنا فأجاب:
في أيامي الغابرة كنت أحارب الفقر لأن( الجوع) كان يحكم نصف المجتمع
أما اليوم فقد توصلتم إلى أن يحكم( الجنس) النصف الآخر للمجتمع
وصارت مفاهيمكم تختلف عما كانت عليه في أيامي فمثلا ً:
(التعري): إن كان في ا لشوارع قلتم عنه( خلاعة)
وإن كان على المسرح صفقتم وقلتم هو (فن)
وعندما يكون على شاطيء البحر تقولون عنه (رياضة)
وتعطون على مسارحكم الدور (الطويل) للممثلة ذات الثوب (القصير)
وكلما قصر ذلك الثوب كلما طال الدور
ومنحتم( الهزائم) طعما ً حلوا ًفحلّت مكان (الإنتصارات)
ونظمتم القريض في مدح حلاوة تلك (الهزيمة) فصارت (إدمان )
وعندما حاربتم لتغيير مرارة (النكبة) طلعتم علينا بطعم نصر ٍكان هو (النكسة)
ياسادتي:
في أيامي كانت القوة في (تجميع) حزمة العيدان فتصبح عَصية ًعلى الكسر
واليوم قوتكم في( تفريق) العيدان وتمكين الأولاد من (الكسر) ليكون هو( النصر)
وكانت الأم في ذلك الزمن تمضي دهرا ً لترويض ولدها كي يكون من( الفرسان) الشجعان
أما في زمانكم فإن بنت الجيران تنسيه حليب أمه وتروضه بأقصر وقت على( الخنوع )ونعمة النسيان وقد لايستغرق ذلك منها (ليلتين) مقمرتين
بينما الأمهات بتن يتروضن على موضة (سان لوران) وابن عمته (بيير كاردان)
والرجال يختبرون قوتهم ليس في الميدان بل في الغرف الحمراء الليلية
بحبة زرقاء لاتنفع إلا قبل المنام فعلها تحيل الليل الحالك إلى ليلة وردية أوبنفسجية
فألف ُشكرا ً لكم بعد أن بتنا ننتصر من (هزيمة ٍ ) إلى (هزيمة)
ونهزم عدونا من (إنتصار ٍٍ) إلى( إنتصار) وننكبه بكل هذا وذاك
لكن ما أنصحكم به هو أن هنا فرقا ً بين (السلام)
وبين هرولتكم(للإستسلام) بشكل يومي
وهو فرق جوهري وليس فقط إملائي أولغوي
وتكبير الكلمة بتكرار حروفها واجترارها
ومهما أكثرتم من حرف (السين )فيها والتسوبف فإن ذلك
لن يغير من حقيقة كونها هزيمة في محل جر بالإضافة
وعلامة جرها الكسرالظاهر من أولها لآخرها
و الذي أدمنتم عليه وكفاكم (استس ...سلاما ً)
كُتب في خاتمة( شهر ذي العزة )
( وفق حساباتي)
الموافق كانون الأول(وفق حساباتكم)
من العقد الأول من القرن الواحد والعشرين
لعل الذكرى تنفع المؤمنين
31/12/2010م
............محمد...........