ولو جاد النوى بوداع*
بكائية في وداع أخي وحبيبي وشقيق روحي الشاب: مقبل الخضر شمباء المحوري رحمه الله تعالى
وداعاً .. ولو جاد النّوى بـوداعِ
لما اهتزّ في بحرِ الهمومِ شراعي
وما ثارَ بركانُ الأسى بجوانحـي
وخيّم في أذنيّ صـوتُ الناعـي
أمقبـلُ والإقبـال منـك سجيـة
إذا مادعا نحـو المكـارم داعـي
أترحل..والآمـالُ تبسـطُ كفهـا
وفوجُ الأماني في فؤادِك ساعـي
تدلت ثمارُ العمرِ نحـوك غضـة
ومالت غصـونُ الحلـمِ للإينـاعِ
فكيف تركت البعـدَ يوقـدُ نـارَه
ويحرق قلبَ الصاحـبِ الملتـاعِ
وقالوا فقدت اليوم عضبـاً مُهنـداً
فقلت وربي بل فقـدت ذراعـي
فقدتك.. فانهارت حروفُ قصائدي
وأغرق دفقُ العينِ دفـقَ يراعـي
وأظلمت الدنيـا علـيّ وأطبقـت
سمائي وضاقت في الفسيحةِ قاعي
كأن خيول الفجرِ ضلّت طريقهـا
وأن فتـاة الأفـقِ دون شـعـاعِ
وللبوحِ في عينِ المحـبِ دوافـعٌ
وللنوحِ في قلبِ الحزينِ دواعـي
هي الدارُ تذكي كلّ حينٍ جراحنا
وتسقي أمانينـا سمـومَ أفاعـي
صراعٌ نفرُ اليومَ منه إلـى غـدٍ
لنُرمى غداً فـي غفلـةٍ لصـراعِ
ومانحن إلا كالظبا ضـاع دربُهـا
وما هـذه الأيـامُ غيـر ضبـاعِ
فلا تأمنِ الدنيا وإن طرت للعـلا
فآمالـهـا مبـتـورة بـخـداعِ
متاعٌ تعب الوهمَ منـه وينقضـي
فلا تمض للأخرى بغيـرِ متـاعِ
*طرأت علة الثلم على بعض أبياتِ هذه القصيدة وهي من علل النقص الجائزة التي تدخل على بحر الطويل.