"واعدتها الشمس حين انهت ظهيرتها عند شط العرب، وتوارت خلف اشجار النخيل وانغمست في كحل الليل العربي الطويل ، بانها ستعود ذات يوم "ع.ع
:
سيدة الفرات أنتِ
:
سيدةُ الفرات
زها الرافدين بها
فسمتْ بشموخها العلياء
فانحنى العاجزون لها
فأبت ان ينحني
لها الضعفاء
سيدتي ... هل تقبلين اعتذاري؟
صعلوك انا مشرد من عروبتي
ودمي للعراق فداء
وكم هتفتِ بالعروبةِ
لعل مَنْ يسمعُ النداء؟
سلي فلسطينَ
التي اغتصبتْ
على مرأى العروبة الشماء...!
ومن يتدثر في تلك العروبة
ينام ليله في العراء...!
***
سيدة الفرات ودجلة
وحرُّ التنور في ُصبحها
وسعف النخيل لمجدها يقاتل
وفي عينيها وهج ٌ
تضيء للعابرين
في دروبها المشاعلْ
قصورُ الأمجادِ
و أمجاد الغابرين
نبوخذ نصر وحكايةُ الأوائلْ
فهل تقبلُ سيدةُ الفراتِ ...
ان ننحني لنقبِّل تراب الرافدين
وَنضْفِرُ في مروجها السنابل...؟
سيدتي وان مروا الغزاةَ
بربعوكِ ذات يومٍ
سليهم هل تصفحوا
ذات مساء تاريخَ بابلْ ...؟
وعن رماح سبقت نخوةَ المعتصم
الى عمورية حين أمست
فيها جموعُ الجحافلْ
تدكُ بسنابك خيلها
عزة مَنْ اغتروا بعزهم
فخروا من صهيلها الأراذلْ
لا نامت أعين الجبناء
وكم جبان بعد المعتصمِ
من تطوانَ الى مدْينَ
وحرّانَ وحائلْ
لا تحزني سيدةَ الفراتِ
ولا تهني إذا انحنت
قامة الفوارس
إنما تنحني للحظة عاصفةٍ
تشرعُ بعدها النواهل
لك السلامُ يا سيدةَ دجلة
ولا تحزني ان أفَلَتْ شمس دون أوانها
او لاح الغروبُ على مسائها،
بغدادُ تعرفُ حينَ
َيضُنُّ السيف في غمدهِ كيف تقاتل
***
عبد السلام العطاري
نيسان2003