|
أَسْلَمْـتُ للنَّهْرَيْـنِ أَمْـرَ فُـؤادي |
وصَلَبْتُ روحي فـي عُيـونِ مَعـادِ |
وعَصَرْتُ في مُهَجِ الحَنيـنِ مواسِمـي |
فانْثالَ حَرْفـي مِـنْ كُـرومِ وِدادي |
وتَخايَلَـتْ أحْلامُـهُ بَيْـنَ الرُّبـى |
واشْتَاقَـتِ الأبْـعـادُ للأبْـعـادِ |
وأتى الرَّبيعُ.. وفي حَنايـاهُ ارْتَـوَتْ |
لَيْمُونَةٌ سَكَنَـتْ شِغـافَ بِـلادي |
هَمَسَ الهَوى.. وعَلىَ الرُّمُوشِ تَفَتَّحَتْ |
أكْمـامُ قَلْـبٍ مُشْـبَـعٍ بِعِـنـادِ |
يا مُهْرَةَ القَلْـبِ المُخَضَّـبِ بالمُنـى |
أشْتـاقُ صُبْحًـا قَبَّلَتْـهُ نِجـادي |
بِـكِ تَسْتَجيـرُ محَابـري وزنابِقـي |
وبِمُقْلَتَيْـكِ تَجُـدُّدي وسُـعـادي |
وعلىَ ضَفائِرِكِ العـراقُ يَمُـدُّ لـي |
يَـدَهُ.. وبَيْـنَ ضِيائِـهِ مـيـلادي |
أشْتاقُ أشْرِعَةً تَـؤوبُ إلـى الرُّبـى |
عَصْراً.. وتُشْعِلُ في المَسَاءِ سُهـادي |
وتَشُدُّني لِسَنـا الفُـراتِ رياحُهـا |
فأسيـرُ والوَجْـهُ المُنيـرُ مُـرادي |
وأُحاوِرُ النَّجْماتِ.. أفْرِشُهـا مَـدًى |
للأُمْنِيـاتِ.. وأسْتَثيـرُ فُــؤادي |
فَيَنِـزُّ أشْواقًـا.. ويَسْـرَحُ حَالِمًـا |
في رَافِدَيْكِ.. وفـي ضَميـرِ (إيـادِ) |
وتَفُوحُ أنْفاسُ الهَـوى مِـنْ هَمْسَـةٍ |
كَسَرَتْ حُدودَ الصَّمْتِ فـي بَغْـدادِ |
عَبَرَتْ إِليَّ.. وسَامَرَتْنـي.. فانْتَشـى |
شَوْقُ الرِّمـالِ لِصَحْوَتـي وزِنـادي |
رَكِبَتْ جُمُوحَ الكِبْرِيـاءِ.. وَأَذنَّـتْ |
وإلى الفَـلاَح تَسَابَقَـتْ أجْيـادي |
عَانَقْتِها.. وزَرَعْـتِ فـي بستانِهـا |
مُقَلَ النَّهارِ.. فكسَّـرَتْ أصفـادي |
ومَشَتْ إلى الجَوزاءِ.. تَحْرِسُ ظِلَّهـا |
(اللهُ أكبَـرُ).. والسَّمـاءُ تُنـادي: |
(مَنْصورَةٌ بَغْدادُ).. والأرضُ احْتَفَتْ |
بالمِسْكِ يَنْضَحُ مِنْ عُـروقِ جَـوادِ |
النَّصْـرُ يَفْـرِشُ للعِـراقِ فَضـاءَهُ |
والعَصْرُ عَصْرُكِ يا شَـذا الأجْـدادِ |
يا مُهْرَتي مُدِّي يَدَيْـكِ.. وعَطِّـري |
عُمْـري بِحُـبٍّ طَاهِـرٍ وَقَّــادِ |
هَيَّـا أعِـدِّي للصَّبـاحِ مواسِمًـا |
بَيْنَ الضُّلـوعِ.. وقَبِّلـي أعْيـاَدي |
مُدِّي يَدَيْـكِ.. ودَثِّرينـي بالهَـوى |
فَمَعًـا سَنَبْعَـثُ أمَّـةَ الأمْـجـادِ |
قسنطينة فـي: 24-02-2011م |
شـعـر: عـــدي شـتــات |