|
شعبٌ عريقٌ بالعلاء تأصلا |
فذا مهابا في مقامات العُلا |
بالشام يحيا شامخا متألقا |
فخما كريما طيبا متهللا |
في الأرض يثبت أنه بتميُّز |
بين الخلائق في صدارات الملا |
ببسالة الفرسان يجعل خصمه |
شيئا حقيرا بالتراب مجندلا |
من سابق الأيام برهن أنه |
يدَع العدو الجاهلي مهلهلا |
مهما يلاقي من خطوب جمة |
ينهال وابلها الغزير مُعَجَّلا |
أو واجه الطغيان فظا سافرا |
بلظاه فجا بالمآسي مقبلا |
يأباه بالإقدام يمضي شاهرا |
سيفا لأرباب العزائم مصقلا |
وسل الملاحم عن خطاه ترسخت |
في المجد يسمو بالأعالي موغلا |
ينساب بالإعزاز شهما باهرا |
يهب الجميع بشام عز موئلا |
سحا كريما ناضرا ذا وفرة |
برا كريما إن نزلت المنزلا |
بفراته العذب الرطيب سلافة |
بحلالها تهدي النديم تعقَّلا ! |
بالسلسبيل الماء يسقي أرضها |
ريا نضيرا بالنما متخللا |
في ريفها البستان جاور آخرا |
روضا جميلا للأنام مذللا |
كالجنة الفيحاء إلا أنها |
في هذه الدنيا بأصناف الكلا |
واذكر (دمشق) بحسنها وبهائها |
واسرد لها سردا هناك مؤصلا |
و(الرقة) الرغداء طل زمانها |
يحكي لنا ذكر السناء مرتلا |
إنَّ الأماجد بالإباء تمكنوا |
في الأرض نالوا للبعيد توصلا |
و(حماة) .. (حلب) ما أعز منارة |
بهما بنور شع إجلالا علا |
(درعا) و(دوما) (إدلبٍ) في وثبة |
شاعت وحازت في الكرامة معقلا |
(وكلتلخٍ) بحدودها قد سطرت |
فخرا مكينا للعموم مفصلا |
و(بدير زور) نهضةٌ في طيها |
آفاق مجد بالفخار تجللا |
(بانياس) (حمص) (لاذقية) عزة |
بثوا لنا وعي العقول معللا |
(طرطوس) (حسكة) و(السويداء) التي |
بالقلب ما عنها الفؤاد تحولا |
و(معرة النعمان) فاح أريجها |
بجمالها بين المروج تدللا |
والناس في (حوران) طاب معينهم |
برقائق كالشهد للدنيا حلى |
يسري بأرض الشام عذبا دافقا |
للراغبين على الدوام مُسَهَّلا |
ويبث (للجولان) دمعة حزنه |
بين المدائن بالصريخ مُهَلِّلا |
(جولان) بالقيد المرير بأسره |
يحيا بأصفاد اليهود مكبلا |
في أرضه صهيون يرتع كيفما |
شاءت إرادته يدق المعولا |
وحدوده تاقت بشائر عودة |
ملت بأصقاع السنين تململا |
يهفو لتحرير سريع هل لنا |
تحرير (جولان) المآثر أولا ؟! |
لنهب هبة فارس متمرس |
(للقدس) نادانا حزينا مثقلا |
يا شعب (سوريا) بالصمود تبيَّنت |
كل الحقائق قد حملت المحملا |
إني رأيتك بالجسارة واثبا |
تنثال تصنع بالدروب تحوّلا |
وتهب هبة واثق متأهب |
يا من نهضت مقاوما مستبسلا |
تأبى المهانة تستمر بثورة |
صلدا جسورا رائعا مسترسلا |
بالعزم والإصرار تثبت دائما |
للكون أصلا بالشموخ مؤصلا |
لكِ وافر الإجلال (سوريا) كلها |
أهديك شعري بالوداد مكللا |
وصدوقَ حبي للكرام بشامنا |
لكمُ جميعا بالزهور مظللا ! |
بـ(الكامل) المحبوب للقلب انبرى |
صوتا وقورا بالقصيد مجلجلا |
يهدي لك الأشعار رغم مرارة |
مما يشاهد بالعراء وبالخلا |
أبطال شعب ثائر بجموعه |
تمضي تشيع بالدموع مُقَتَّلا |
وتعود بالإصرار تهتف أنها |
ستنال عدلا بالحقوق مكملا |
ولَّت ليالي القهر فات أوانها |
والصبح داهم بالضياء مُضَلِّلا |
فالشعب قرر .. والشعوب إذا رأت |
أمرا تحقق رغم أنف من اعتلى |
كرسيَّ حكم بالغرور معربدا |
بالظلم يحيا والمآسي والبلا |
ظن الأمور قد استدامت بالبقا |
فثوى لديها بالخلود مكلكلا ! |
والله يؤتي من يشاء تملُّكَا |
ويزيل منحته بنزع أو بِلَى |
سبحانه رب الوجود بقدرة |
يقضي يزلزل ذا الفجور تزلزلا |
كم ذي جرائم ظن ربك غافلا |
فدهى إلهُك بالعذاب مغفلا ! |
وثوى حسيرا بالمذلة صاغرا |
هذا المغفل بالصغار مقلقلا |
تلك الشعوب إذا أرادت حقها |
هبت تعوّل بالصمود معَوَّلا |
تمضي وإن كان الشراب معكرا |
تسري وإن كان الهواءُ مفلفلا |
تعلو علوا بالإرادات التي |
بزَّت خبيثا بالدروعِ مهولا |
يا صفوة الأخيار في شام المنى |
يا شعب (سوريا) بالفخار تظللا |
إني أحبك لا تزال بمهجتي |
بالرغم من بثي القصيد مُطَوَّلا ! |
فاقبل قصيدة من أحبك قائلا |
بالعزم والإصرار بالحسنى : بلى |
سأظل أطلب في المعالي ذروتي |
حتى أحلق في (فلسطين) العلا |
صلى الإله على النبي وآله |
ما عمَّ ماءٌ بالإفاضة جدولا ! |