|
أقولُ لَمنْ كُفَّ عنه النّظرْ |
وخـالَ الـظّـلامَ هـدىً و اغْتـَرَرْ |
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياةَ |
فـقـد ْ يسـتجيـبُ مـليكُ الـقدر |
فربُّ الأنامِ قضى ما يشاءْ |
ومـنْ نـازعَ الـربَّ فيـه كفــرْ |
فجلَّتْ صفاتٌ له في الوجودْ |
هـو اللهُ ربُّ الـقُـوى والـقَـدَرْ |
وحسبُ العبادِ سؤالُ الإلهْ |
فيُـرجـى فيعطـي فـقيراً صَبَــرْ |
وحسبُ الشعوبِ جهادٌ كبيرْ |
و بـذْلُ الـنفوسِ و قـدحُ الـفِكَرْ |
بطولِ افتقارٍ يُجابُ الدعاءْ |
و صـدقِ الـتجاءٍ يُنـالُ الـوَطَـرْ |
فإلّا يُعَجِّلْ لهم في الحياةْ |
فـجنَّـات عـدْنٍ لهُـمْ و النَّـهَرْ |
وإلّا يُحقّق مرادَ النّفوسْ |
فرضـوانـُه خـيرُ مـا يُـنْـتَـظَرْ |
بِذُلِّ السجودِ تُنالُ الجنانْ |
و كِـبْـرُ الـنفـوسِ طـريـقُ سَقَرْ |
وسوءُ الكلامِ هلاكُ الأنامْ |
ولا سـيَّـما مِـنْ جَـهـولٍ هَـذَرْ |
أناْخذُ مِنْ شاعرٍ ما افتراهْ |
و نـتـركُ آيـاتِ ربِّ الـبَشـرْ |
أتُعطى القوافي رهيفَ السماعْ |
و فِـكـرَ الـعـقولِ و تُقْصى السُّوَرْ |
ومن لا يميِّزْ سوادَ الليالْ |
و ضـوءَ الـضّـحى فـعديمُ الـنَّظَرْ |
ومن ضمَّ جهلاً لِكِبْرٍ و تيهْ |
سـواءٌ لـديـه الحـصـى والـدُّرَرْ |
و طعنُ الحرابِ بمَيْتِ الجسومْ |
كمسِّ الحريرِ و وخْزِ الإبَرْ |
ومنْ يَحْنِ هاماً أمامَ الطغاة |
يعشْ أبد الدهر بين الحُفَرْ |
خُلقت كريماً تحبُّ الحياة |
فلا تخلطن صفوَها بالكَدَرْ |
وإنكارُ ما يُفترى واجبٌ |
أسرَّ به قائلٌ أمْ جَهَرْ |
سكوتُ الشيوخِ على المنكرات |
سِفاحُ التقاةِ و لو بالنَّظَرْ |
فلا تَحقِرَنْ كِلْمَةً من فمٍ |
فَجُلُّ اللّظى مِنْ صَغير الشَّرَرْ |
إذا المنكرات بقومٍ فشتْ |
و لم يُنكروها فما يُنْتَظَرْ |
عذابٌ أليمٌ يَعُمُّ البلادْ |
و عنْ قَدرٍ ليسَ يُغني الحَذَرْ |
فجرِّدْ حُسامَكَ و انوِ الجهادْ |
و مَنْ يَنْصُرِ اللهَ فيه انْتَصَرْ |