كله تمام ياريس
مثلي مثل ملايين الناس الذين تابعوا سقوط نظام جثم علي الصدور ثلاث عقود ، كنت فرحا متفائلا وأيضا متعقلا وأنا أدرك أن الإصلاح لدولة يستلزم وقتا وكنت كغيري من ملايين الناس علي استعداد للصبر ، ومساندة الوطن وأبنائه المخلصين لدفع عجلة التغيير ، وأكرر كنت ومعي الملايين علي استعداد لتحمل أي تضحية من أجل مستقبل أفضل ومن أجل أن نري أمتنا أرقي وفي الموقع الذي تستحقه ،
أقول كنا وكررتها لأنني ومعي الكثيرين أيضا بدأ يتسرب إلينا بعضا من يأس مضرج بدماء الأمال التي نحرت علي اعتاب البلطجه والتقاعس واللامبالاة ، ظننا أن الصبح أنبلج والفجر أشرق ونحن نري الشرفاء وقد أمسكوا بتلابيب الأمر في وطننا الغالي وإذ بهم بعد وقت ليس بالطويل يلوحون بنفس الإشارات القديمة ويهادنون ويتبعون خطوات سابقيهم ، ربما أختلفت الطريقه وتغير النهج لكن الحال لم يتغير،
لم نشعر بأن زلزال الثورة قد طال كل قلاع الظلم والظلام بل أن المسميات تغيرت والأساليب تطورت والوجوه تبدلت وبقي الحال يسير في نفس الأتجاه ويتبع نفس النهج ، لم يتم تحديد حد أدني للأجور ولم يتم تطهير المؤسسة التعليمية من الفاسدين حتي المؤسسة الإعلامية والتي نظرنا إليها علي إنها ستكون المساعد الرئيس لتعميق فكر التغيير واتباع سبل الحرية في التعبير نراها لازالت تتخبط وتدار بنفس العقلية القديمة العقيمة ،
الداخلية لم يتم تطهيرها وإقالة رؤوس الفساد فيها لم يتم ، بل نري ترقيتهم وإعادة نشرهم ، الغاز لولا حوادث التخريب لكان في طريقة لدعم عدونا حتي تاريخه ، ولا أدري مما يخاف المجلس العسكري ونحن جميعا معه ، حادث السفارة رغم إنه قد ثبت إن البلطجيه هم من كانوا ورائه بدععم من مقاولي الحزب المنحل وبقايا فلوله ، إلا إنني لا أفهم لما هذا الذعر من الهجوم علي سفارة يرفض الشعب كله وجودها من الأساس ؟ ولما يتم فرض قانون الطوارئ من جديد بسبب هذا الحادث؟ ، ولما لم نري هذا الذعر حين قتل أبنائنا في سيناء علي الحدود بأيدي اعدائنا ؟
أين شرف ولما لا يصارحنا بحقيقة عجزه عن إدارة البلاد إذا كان مكبلا بأوامر من المجلس العسكري أو بعدم قدرته علي الإلتفات لكل القضايا التي يعج بها الواقع المصري في الوقت الراهن وأنا وغيري كثيرين يعرفون إنها كثيرة وفوق أحتمال رجل عادي لكننا موقنون إنه لو سمح رئيس الوزراء لبعض المستشارين الخلصاء أن يقف بجواره لحلت الكثير من المشكلات ، لماذا لا يدعو شرف بنفسه لمجلس حكماء إستشاري يساعده في وضع حلول جذرية لمشاكل البلد ويأخذ بافضل تلك الأقتراحات ؟
لماذا يصر المجلس العسكري علي وضع آلية إنتخابات رفضتها الأكثرية ؟ ولماذا لا يحدد موعدا للأنتخابات وخريطة طريق للمرحلة المقبلة ؟ ومتي سيقوم بتسليم السلطة للمدنين ؟ ليتفرغ هو لواجبة الرئيس وحماية الوطن الجريح ، ام ترانا سنري في الغد بعض التصرفات التي ستشوه مواقف المجلس التي جعلتنا ننظر إليه باعتزاز وتقدير حتي هذه اللحظه ، و أخشي ما أخشاه أن ينقلب الشعب علي هذا المجلس الذي لا نشك في وطنيته لكنه عاجز عن ممارسة السياسه بشكل لائق ومتزن ،
هل سيتركنا المجلس ننتظر حتي يضرب الفشل بمخالبه في موضوعات لا تقبل الإنتظار كالأمن والذي يجب أن نفيد في معضلتة من تجارب دول سبقتنا في هذه التجربه ونتعلم ما فعلوه لينقذوا أوطانهم ، وليس في هذا عيبا بل العيب أن نترك الأمور لتحل نفسها بنفسها خاصة اذا كانت لن تحل ، وقد سمعت من بعض العقلاء بعض الطروحات أهمها إقالة رؤوس الداخلية وترفيع غيرهم ليتم وضع سياسات جديده تعرف معني وحدود عمل الجهات الأمنية ، مع الإفاده من تجارب دول أخري خاضت التجربة في هذا المجال ، تعيين وزير مدني وليكن دارسا للقانون قاض أو محامي كوزيرا للداخلية ، ربما يستطيع ان يصلح ولو قليلا ،
الإنتهاء السريع من وضع حلول جذرية لموضوع الحد الأدني للأجور ودراسة المطالب العادلة لبعض المتضررين في كافة هيئات ووزرات الدولة ومنحهم وقتا من قبل رئيس الحكومة أو أحد مسشارية للاستماع والنقاش والاتفاق علي حلول وتنفيذها فورا طالما كانت في سبيل الصالح العام وأخص بالذكر هنا فئات المدرسين والأطباء والسكك الحديديه والنقل العام وعمال مصر ، يجب أن يعلم السادة الورزاء ان حقبة كله تمام ياريس قد إنتهت وأن القوت الراهن يتطلب مشاركة شعبية في إصلاح الأمور ولا أحد أصبح يملك التحكم في كل الأمور بمفرده علي الأطلاق ،
ونحن بدون السماع والنقاش وقبول الأخر فكرا وعقلا وتوصيات لن ينصلح حالنا بل اننا سنتراجع كما حدث وتراجع أداء المجلس وعاد لفرض قانون الطوارئ علي إستحياء وهو يبرر إنه سيكون علي فئة دون أخري وهذا الهراء كم سمعناه من النظام السابق وتجرعنا مرارتة فالذي يقوم بتنفيذ هذا القانون لا يفرق بين مظلوم وبلطجي وهو يعلم أن القانون سلاح في يدة وكم من أناس تم القضاء علي أنسانيتهم بهذا القانون الجائر ، فحري بنا ألا نتلمس لعودتة أي أعذار فهو من القوانين سيئة السمعة ولن نقبل به بعد اليوم مهما حدث ، نريد أن يشكل شرف والمجلس العسكري لجان للأستماع والنقاش تكون مهمتها وضع توصيات تكون ملزمة جزئيا في حال حصلت علي إجماع وتبين صلاحها من قبل غالبية الفئات الوطنية التي تبلورت في الفترة الراهنه ،
وأحذر كمواطن يتمني الخير لهذا الوطن ولأبنائه جميعا من أن تكون هذه اللجان للألهاء ولا يؤخذ بتوصياتها لأن وقتها لن يكون أمام هذا الشعب إلا ان يقوم بثورة تصحيحية تعيد الأمور إلي نصابها الصحيح ولو بالقوه لأن هذه المره سيكون ديدنهم كلمة واحده ياروح ما بعدك روح وسيكون الموت أشرف لكثيرين من العيش بذل بعدما ظنوا أنهم قد أعتقوا للأبد من قيود الذل التي كبلتهم عقوداا ، يا سادة ليس هناك شيء تمام كما يحلوا لبعض الوزراء أن يردد، والشارع يغلي والثوار بدأ الأحباط يصيبهم وهذا الأحباط الذي يولد غضبا شر يكمن تحت السطح لا نريد له أن يطل برأسة الكريه فيقتل جمال وبهاء الثورة الرائعة ،
ونحن كمثقفين وكتاب شرفاء واجبنا أن نبين ونكتب لنظهر الحقيقه مجردة لأننا حريصين علي سلامة ووحدة هذا الوطن وحريصين علي نجاح أهادف الثورة التي دفع ثمنها شهداء هذا الوطن الحبيب ، لن أداهن أنا أو غيري ولن ندفن رؤسنا وضمائرنا في التراب ولن نقول يوما : كله تمام ياريس ، إلا أذا اصبح بالفعل كل شيء تمام كما يأمل أبناء الأمة الشرفاء ،
أشرف نبوي
كاتب وصحفي مصري