|
حُلُمٌ وأرقبُ في الغداة أراهُ |
وطناً يُثبِّتُ في الوجودِ خُطاهُ |
وأتوقُ كُلّ الأرضِ تُظهرُ عدلها |
تمحو لِظُلمٍ قد أطالَ شقاهُ |
تدَعُ الربيعَ يقيمُ عُرسَ زهورِهِ |
وهناك من منحَ الزهورَ جفاهُ |
ممن أطلَّ من الظلامِ بصوتِهِ |
وأرادَ يُسكِنُ في القلوبِ صداهُ |
إذْ أجمعوا ألاّ يُحرّرُ نفسَهُ |
من عقربٍ بسمومِهِ أعياهُ |
من مازجَ الحلَّ الوضيعَ بِسلْمِهِ |
وأباحَ قتلاً في الصباحِ نعاهُ |
وأعانَ من نقضَ العهودَ بخُبثِهِ |
وبخسّةٍ منذ استفاقَ أذاهُ |
فلكم أجازَ من الجرائمِ نهجُهُ |
ونفى بزورٍ ماالعيونُ تراهُ |
لكنّ حُلْمِيَ لاحدودَ تردُّهُ |
ماضٍ يُحرّكُ في القفارِ لظاهُ |
عرفاتُ صوتُكَ ما تدثّرَ بالرّدى |
وثباتُ عزمِكَ مايزالُ مداهُ |
عبّاسُ أكملَ مابدأتَ ببذلِهِ |
لاشيءَ عن طلبِ الحقوقِ ثناهُ |
وأبى يؤجّلُ مايجولُ بفكرِهِ |
وغدا مُصِرّاً أن ينالَ مُناهُ |
عزم المسيرَ إلى الغداةِ بأمّةٍ |
تهفو لأن يهبَ الجلالُ رضاهُ |
وقف الجناةُ على مشارِفِ قلبِهِ |
(فيتو) أمامكَ كيف لاتخشاهُ |
بذلوا لوقفِهِ مايُخرُّ بشامخٍ |
لكن عزمهُ للقرارِ هداهُ |
وشغافُ قلبهِ تستفيضُ تفاؤلاً |
إيمانهُ بالربِّ عزَّ نِداه |
في صدرِهِ نيةٌ تُرفرِفُ في السما |
ودعاءُ شعبٍ بالقنوتِ كفاهُ |
ويهودُ ترقُبُ والجنونُ يُحيطُها |
أتُراهُ فعلاً يُستجابُ رجاهُ |
أيكونُ حُرّاً بعد كُلِّ قيودِنا |
هذا محالٌ تستَقِلُّ رُباهُ |
فلكم أصرّوا أن يعيشَ بكهفِهِم |
شادوا السّياجَ وغيّبوا رُؤياهُ |
حادوا عن الحقِّ المُبينِ وداهنوا |
جلبوا الخطوبَ لأرضِهِ ترعاهُ |
وتشدّقوا عند الشعوبِ بأنّه |
هو مَن أقامَ على السلامِ عصاهُ |
كُلُّ الشعوبِ تأثّرت برياحِهم |
طلبوا السلامَ ونهجهم أخزاه |
فلكم أتوا من أجلِ حلِّ قضيّةٍ |
بعثوا بوفدٍ، المجونُ حواهُ |
كم أ سمعوهُ مواعظاً ولطالما |
سمِعَ الكلامَ بقلبهِ ووعاهُ |
نقضوا عليهِ من الحقوقِ قوافِلاً |
من أجل مَن خرقَ العهودَ هواهُ |
ماحرّكوا نحو التّفاؤلِ حظّهُ |
كُلّ أضاف إلى الضعيفِ بلاهُ |
هو مارأى حلاً وليس بوسعِهِم |
غيرَ التّسَكُّعِ في بلاطِ سِواهُ |
شرعوا لِوأدِ القُدسِ بين ضلوعِهِم |
قصفوا فؤاداً أجّلوا سلواهُ |
إنّي نشدتُ الأرضَ تُنبِتُ سوسنا |
ليفوحَ في القدسِ البريءِ شذاهُ |
وتسرُّ شعباً مايزالُ مُناضلاً |
حتى ولو جَحِدَ الجُباةُ بقاهُ |
ياأيُّها الشعبُ المُناضِلُ هيعلا |
الظُلْمُ آذنَ أن تنوخَ قُواهُ |
وربيعُ قدسِكَ لوتألّمَ وردُهُ |
حتما سنشهدُ في القريبِ عطاهُ |