أملي
حياتي
عيني
يا أغلى مني علي.....
ركزت نظرها على الشاشة، كانت الرؤوس تتمايل والزفرات تخرج حارقة و دخان السجائر لا يجد له منفذا الا اتساع المسرح، فينطلق خيالها ليصوره لها سحابة تملأ المجال كله متمايلة في نغم مع الرؤوس على صوت الست
كنت أتمايل على نغمك....تهدهدني كلماتك......
فجعلت من حدود ذراعيك...دفئي
كانت كل دروب الحزن تختفي وانا أتدحرج في طياتها، أصبحت قناديلها الحزينة شموع دافئة....جعلت ظلي عملاقا يتوارى بين أجنحة الليل....
كان حصار الغسق آسر بحمرته الهفهافة وهو يصبغ حدود ذراعيك، لتستحيل لكل مدافئ الوجود، لتجعلني أمسك بنجمة بطرف سبابتي و أضعها بين حاجبي، فيسري نورها ليملأ جوانح العقل و النفس.....
كنت......
أتعرف اختبار الثقة؟؟... تلك اللعبة التي كنا نلعبها و نحن صغار...تغمض عينيك و تترك نفسك تسقط مع وعد مثين ممن اخترت أن تثق فيه، بأن يتلقاك و لا يتركك تسقط
كنت أخشى هذه اللعبة....
حين عرفتك، تعلمت ان الثقة طفل صغير يمر بكل مراحل النمو...نطفة، فجنين، فمولود، ينمو الى ان تراه يمشي أمامك يملأ الحياة بهجة و حبور....أتعرف أن اغتيال طفل من أفضع أنواع الاغتيال
أغمضت عيني .... و رسمت حدود ذراعيك ، و جعلتها عالمي المضيء بكل نجوم الكون، و اكتفيت بأن أكون امرأة بين ذراعيك.....
أغمضت عيني .... و صدري يمتلأ بنسائم أنفاسك و ابتسامتي لا تفارقني و مسامعي لا تلتقط الا حفيف أوراقك
أغمضت عيني.... و ارتميت في أحضانك
ارتطم جسمي بأجسام أخرى، و فتحت عيني لأجد......أن كل نساء العالم بين ذراعيك
.......
اغتيال الطفل الذي نما من أفضع أنواع الاغتيال...
سأواريه التراب حيث هو و سأترك روحي بجانبه و سأمشي كما الأموات الأحياء فوق هذه الأرض، الى أن يفنى الجسد و يأتي يوم البعث
.... فبموته ضاعت من قدمي كل طرق المدافن
خديجة
أكتوبر 2009