|
رُويْـدَكَ فالـبـَيـْنُ مُـسْـتـَطعَمُ |
يـَتـوقُ لـهُ الـواعِـدُ الـمُلهَـمُ |
يـَضِنّ بهِ عَـنْ لـَذيـذِ الحَيـاةِ |
وكَـأسُ الـشَـبـابِ بهـا عَـلقمُ |
تجـَاسَـرَ والعَـزمُ يـُولـَدُ فِـيه |
فــَلا يـَسْـتـكـِـيـنُ ولا يــَسْـأمُ |
يُداهِـمُ كالفجْر خوْفَ الأصَمِّ |
فـيـَنـْطِـقُ فيْ فـجْــرهِ الأبـْكمُ |
إذا رَشَـقـتهُ سِـهـامُ الـطـُغاةِ |
تـقــدَّمَ كـالـلـيـِّـثِ لا يــُشْـكَـمُ |
ودانـَتْ لـدَوْلـَتـهِ الحـَـادَثـاتُ |
وتـَخـْـشَى لـِقـَاهُ فـمَـا تـَسْـلَمُ |
وخـَفـّتْ لصَوْلتـهِ الرَاجمِاتُ |
يَــرُدُّ لــَظــاهـَــا بـَمـا يـَغــنـَمُ |
ترَاءتْ لعَـيْـنيهِ تِـلكَ الليالي |
وُعـُـوداً تــَوْارَثــَها المُرْغـَمُ |
وحينَ يَعُـمُّ الـبَـلاءُ النفوسَ |
تـفيضُ الجِرَاحُ ويُطوَى الفمُ |
وحينَ تضمُّ الجُـفـونُ حَـنِيناً |
فـجَـوْفُ الـصُـدورِ بـهِ أرحَـمُ |
ويُبْعَـثُ مِن ليْل هذا السُهادِ |
وَرُوحُ الـشَـهِـيــدِ لـهَـا تـَوْأمُ |
أتـَى والـزمَـانُ يَسُوقُ إلـيهِ |
دُعَـاة الـضَـمِير ومَنْ يُزعَـمُ |
لِيُجْلِي ظلامَاً عَن المُتعَـبْينَ |
ويَـنـْسابُ نـُـورُ لهَـمْ بـَلـْسَـمُ |
تـُنـَادِي عـليـه ورُودُ الـبـِلادِ |
ويَسْـألُ عـَنه الـندَى المُغرَمُ |
فمَنْ أنتَ يا مَنْ تُعِدُّ الأمَاني |
ليَلـْحَقَ فيْ رَكـْبِهَـا الـمُعْـدَمُ ؟ |
ومَنْ أنتَ يا مَنْ تـفكُّ القيُودَ |
تـُجَاهِـرُ والـظلمُ مـُسْـتحَـكَمُ ؟ |
ومَنْ أنتَ يا مَنْ تُزَفُّ رَبيْعَاً |
فيزْهُـو بكَ الحُـزنُ والمَـأتمُ ؟ |
قـرَأتَ صَحائِفَ مَنْ أنجَبُوكَ |
فجَــدّدتَ مَـا سَـطـَّـرَ الأقـْـدَمُ |
وقـفتَ تصُدُّ أزيزَ الرصَاص |
وصَـــدْرُكَ بـَـادٍ لـَـه مُـفـعـَـمُ |
وصَـوتـُكَ مِـن غـدْرهِ أبـْـرَمُ |
وحِـقـدُكَ مِـن نـَـارهِ أضــرَمُ |
وحَـقـُـكَ مِـن ظـُلـمِـهِ أقـْـوَمُ |
ودمْـعُــكَ مِـن مجْـدهِ أكـْـرَمُ |
وعِـندَ النـِداءِ يَكونُ الـوَفاءُ |
وعِـندَ الـفـِداءِ يـَهـونُ الـدَمُ |