|
جَدِيدُكَ مِنْ قَدِيمِكَ مُسْتَمَدُّ |
وَلَيْلُكَ فِي نَهَارِكَ مُسْتَرَدُّ |
يَسِيرُ بِكَ الزَّمَانُ صَغِيرَ عُمْرٍ |
وَتُكْبِرُكَ التَّجَارِبُ مَا تَجِدُّ |
بُكُورُكَ لِلْرَّضَى أَوْنَاكَ حَتَّى |
سَخِطْتَ بِهِ وَأْنْتَ لَهُ تَكُدُّ |
وَإِنْ قَلَّبْتَ جِسْمَكَ فِي وَثِيرٍ |
أَغَارَ عَلَى الكَرَى فِكْرٌ وَوَجْدُ |
إذَا أَبْكَرْتَ تَسْتَبِقُ الأَمَانِي |
سَلَكْتَ لَهَا دُرُوبًا لَا تُوَّدُّ |
تَعُودُ كَعَوْدِ مَنْ قَفَّى مَكَانًا |
بِهِ ضَمَّ العَزْيزَ عَلَيْهِ لَحْدُ |
وَتَرْنُو لِلَّيَالِي مُسْرِعَاتٍ |
يُنَعَّمُ أَحْمَقٌ وَيَفُوزُ وَغْدُ |
فَتَجْثِمُ لَا أَبَالَك أَيَّ أَمْرٍ |
أرَدْتَ وَكَيْفَ يُوهِنُكَ المَرَدُّ! |
أَجَلْ , المَرْءُ أَعْضَاءٌ وَقَلْبٌ |
وَقَلْبُ المَرْءِ لِلأَعْضَاءِ زَنْدُ |
وِإِنِّي لِلْفُؤَادِ كَثِيرُ كَبْحٍ |
بِهِ مِنْ مُقْصِرَاتِ العُمْرِ حَشْدُ |
أَخَافُ أَمْوتُ حِسَّا رَوْقَ عَمْرِي |
فَمَا يُعْنَى لِبَاقِي العُمْرِ قَصْدُ |
وَمَا الإِنْسَانُ إِلا الروحُ تَحْيَا |
قِوى مِنْهَا الجَوَارِحُ تَسْتَمِدُّ |
وَقَدْ يَشْقَى الفَتَى فَيَعِزُّ صَبْرًا |
إِذَا مَا قِيلَ لِلجُلْمُودِ صَلْدُ |
وِإِنْ صُدِّعْ فَنَبْعٌ مِنْ فُرَاتٍ |
وَفِيهِ لِمَنْ وَهَى صَدَرٌ وَوِرْدُ |
لِمَنْ تَرِدُ الذُّرَى شِعْرًا وَنَظْمَا |
مَعَانِيهَا عَلَى الأَلْبَابِ عِقْدُ |
أََتُسْعِدُ وَهْيَ فِي جَنْبَيْكَ نَارٌ |
وَتُطْرِبُ وَهْيَ فِي عَيْنَيْكَ سُهْدُ |
كَفَى بِكَ مُحْرَجًا عِلْمُ البَرايَا |
بَأَنَّكَ شَاعِرٌ يَأْسَى فَيَشْدُو |
وَلَوْ أَقْصَرْتَ عَنْ جَهْرِ الخَفَايَا |
لَزَانَ لكَ اليِرَاعُ وَهَانَ وَقْدُ |
وَتُبْلَى, كُلُّ حِيٍّ حِينَ يُبْلَى |
فَذَا جَزِعُ الفُؤَادِ وَذَاكَ جَلْدُ |
وَيَجْهَلُ بِالغَنَى قَومٌ وَيَحْجُو |
أُولُو الأَلْبَابِ فَالإِعْرَاضُ زُهْدُ |
وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ حَفِلُوَا بِنُعْمَى |
مَكَارِمَهُمْ بِهَا نَقَضُوا وَهَدُّوا |
أكَانَا يَسْتَحِيلانِ اجْتِمَاعًا |
وَإِنْ كَانَا فَأَيُّهُمَا يُعَدُّ! |
شُغِلْتُ عَنِ الحَيَاةِ بِهَا لَأَنِّي |
بِهَا حَيٌّ وَمَا مِنْ ذَاكَ بُدُّ |
أَجُدُّ فَإِنْ يَكُنْ هَمٌّ فَصَبْرٌ |
يُعِينُ وَإِنْ أُصِبْ خَيْرًا فَحمْدُ |
وَأَعْقِلُ نَزْعَةَ الأَهْوَاءِ رُشْدًا |
فَإِنْ أَعْيَتْ بِسَوْرَتِهَا أَشُدُّ |
وَأَبَرَأُ مِنْ شِرَاكِ الشَّرِّ رِجْلِي |
_وَإِنْ حَفِيَتْ_ , فَأَسْلَمَ كَيْفَ تَبْدُو! |
سَلَامَةُ خَافِقِي مِنْ كُلِّ رَينٍ |
وِإِنْ غَذَّيْتُهُ جَسَدِي أَوَدُّ |
تَهِيمُ بِنَا رَغَائِبُنَا وَلَكنْ |
لِكُلِّ عَمِيلَةٍ فِي القَلْبِ قَيْدُ |
وَحَدُّ الفِعْلِ مِنْ بَدنٍ مُضِيٌّ |
وَلَيْسِ لِفِكْرَةٍ فِي العَقْلِ حَدُّ |
لَعَمْرُكَ مَالجُسُومُ تُقِيمُ مَجْدًا |
وَلَكِنْ بِالحُلُومِ لَهُ تُعَدُّ |
وَأَهْوَاءُ الوَرَى تَطْغَى فَأَنَّى |
يَكُونُ لَهُمْ مَعَ الأَهْوَاءِ رُشْدُ! |
فَمَا يَحْيَا الَأَمِيرُ بِلَا عَبِيدٍ |
وَلَا يَتَسَيَّدُ الأُمَرَاءَ عَبْدُ |
عَدَا مَنْ لِلْعَزِيزِ أَذَلَّ قَلْبًا |
يَعَزُّ بِهِ أَمِيرًا حَيْثُ يَغْدُو |
يُشِيعُ الحَقَّ ثَبْتًا لَا يُبَالِي |
وَلَا يَثْنِيهِ دُونَ الحَقِّ لَحْدُ |
فَعِزُّ المَرْءِ بِالطُّغْيَانِ ذُلٌّ |
وَإِنْ أَغْرَاهُ فِي دُنْيَاهُ مَجْدُ |
لَهُ السُّلْطَانُ قَبْلَ المَوْتِ جُنْدٌ |
وَبَعْدَ المَوْتِ أَغْلَالٌ وَصَفْدُ |
وعِزُّ المَرْءِ بالرَّحْمَنِ عِزٌّ |
وإِنْ أَشْقَاهُ في دُنْيَاهُ فَقْدُ |
لَهُ الأَعْمَالُ قَبْلَ المَوتِ نَفْعٌ |
وَبَعْدَ المَوْتِ مَنْجَاةٌ وَحَمْدُ |
وَمَا الدُّنْيَا سِوَى دَارِ ابْتِلَاءٍ |
لِعَاقِبَةٍ هُنالِكَ حَيْثُ خُلْدُ |