فِي وسط الغُرفة الصغيرة
فِي زَوَايَا الصمت وَالضَّوْءِ القَليل
أُرى كَمْ هو الموت يولَدُ بَدِيهِيّاً
دُونَ أَنْ يَسْحَبَ أَحَدٌ جسدكِ - فَجْأَةً
أُرى كَيْفَ الموت يعكس الصور فوق المَرايا
ويخلق لي "حدهوم" مُسجاة قرْب "ماريا"
كمْ هو مؤلم هَنْدَسَةَ المَصَائِرِ الإنسانية
"عُمَر" ينُوحُ حِينَ يضع "الحاجٌّة حدْهومْ" تحت الثرى
وتَعْبُرُ المأساة بالقرْب تحْكي ماجَرى
"عُمَر" يخْبِطُ الأَرْضَ وَيرمي الحِجَارَة
بَعِيداً تَعود ذكرى "ماريا" العَجِيبَةُ
لَهَا اتساع الجرح
وبَيَاضُ المِلْحِ النقي
I must go now. Farewell my mother
Kisses for Maria . Good-bye
يا " نوبل السلام " عليكَ مني السلام
حاولتَ إقناع بُنوك الأغنياء
بوَضْع نظام لإقراض الفقراء بدون ضمانات
فمنحوكَ السخرية والضحكات
قالوا : " الفقراء ليسوا أهْلا للإقراض
والفقر لايُنتج سوى الفتات "
وكانت فكرتكَ "micro credit" !
قروض صغيرة للبُسطاء
تنتج عمَلا وخبزاً للفقراء
بدون فوائد تزيد من شحْم الأغنياء
و "بنغْلاديشْ" أصبحتْ بكرامة تعيش
كان من السهل رؤية المشكلة،
لكنكَ وجدْتَ الحل : " Grameen Bank "
وانتشال 100 مليون فقير من الذل
رجالٌ جياعٌ أمواتٌ يصيرون واحداً
مع رجُل الإنسانية والسلام
حينذاك تنتعش عظامهم
وجُلّ ماأعطاهم لايضيع
القلب الذي أصَرٌّعلى الحب أنقذ ملايين القلوب
فكرة واحدة رائعة أتتْ بشمعة خالدة لاتذوب
"يونس" أنهى المُهمٌّة كالنبي "يونس"
عظيمٌ هو الفكر المُتحكم بالإنسان
بقوة إسم العطاء
الفِكر الحُرّ يخترق الحدود
واليد بالخير تجود
أيا "محمد يونس" !
لا ترحلْ ! إبقى هنا، فقط قليلاً، لكي يراكَ صاحب الكرْش المُتدلية !
يرى فيكَ الكثير من الجوْهر
يا عنوان الإنسانية !
اقتلْ ال "poverty" حواليّ ، إبقى قليلاً !
أيها المخلوق الملائكي :
بفضلكَ تحوٌّل العطاء قانوناً في قلبي
والحب لمْ يكنْ يوماً "charity"
Listen to me !
طالما أنٌّ المطر يركض في السماء
هذا يعني – أن هناك مَنْ هو جافّ مِثلنا
هذا يعني – أنٌّ هناك مَنْ يريد أن يكون هذا البَلل حوْلنا
هذا يعني – أنٌّ أحداً ما يدعو ذلك " ال water " حظ عاثر
حظكَ عاثر "man in the street" !!
تجلس على الناصية وحيداً
كقطعة صَلْصال قابلة للتفتيت
ترْبتُ، مُحترقاً، على قطة صغيرة
بين ذراعيك
بحب دافئ للمرة الأخيرة
تحت الغيْمة الممطرة
أنتَ تحتاج ثيابا جافة
والقطة تحتاج الهروب الى مكان أكثر دفءا
من أجلك .. I do not like winter !!
يُمكن للمتشرِّد المُنهك بعد يوم من العناء
أنْ ينادي على السيد " COLUCHE "
وطبَقٌ ساخنٌ من الحَساء
أنْ يكره الرطوبة والمياه
أنْ يرتعدَ ويستريح
أمٌّا أنا
فلا همٌّ لي سوى همّك
" up to now " هو لا يمنحني الراحة
مِنْ هذه الحَسْرة
التي تُحَوِّل كل "Yes" الى "No"
العالم لا يحمل لي ولك أية متعة أخرى
أكثر من أغنية فقر في بلاط المَلِك
اسْتمعْ معي الى أغنية "les pauvres / the poor"
وفلسفة الأم " تيريزا "
واشْتر لنفسكَ حبْل مِشنقة
أو رصاصة أو سُمّ بنكهة الفراولة
أتدرين حبيبتي...!!
إنهم لايفهمون رمزيتي
فكيف سأحبك بالواضح ؟؟
لم أردْ لكِ يوما حبّا بلون فاتح !!
.
.
في قلبهم الصغير
تتخمٌّر أحاسيسهم التجريبية
كانوا يجربون وصفة الحب الفاضح
"بانتظار فهْم الرمز الواضح"
ولأن إحساسهم عتيقة الطراز
لم يكن هناك الكثير من النجاح
لإدراك كيف أحبك رمزا قويا
وانتظروا كثيرا..وانتظروا دهرا !!
ولكن الحب/الشمس لم يظهر لهم
هذا الطارئ غير المتوقع
جعل قلبي يجفل
وأخاف عليك منهم
ومن الحرف الواضح
لم يكن هناك من طريقةٍ لأحبك أكثر
سوى الاندفاع إلى منتصف الخشبة
مناديا على الجمهور
أن أشرح له الحب/الرمز بالسبورة والطبشورة
ولم تكوني أنت حبيبتي من بين
الحضور
كنت بعيدة عني
تصنعين الحلوى لمن لايفهم
كيف يتذوق السكر !!
"لقد اكتشفنا الحب رمزا"
"لقد عشقنا بعضنا همسا"
هتفتُ في وجه الجمهور
وقفز الجمهور على رأسه
ودوٌّتْ عاصفة من التصفيق !!
كم اندهشتُ...
عندما انفلقتِ كبطّيخ صيفي في جوفي !!
صرتُ أبتسم كلما تذكٌّرتُ البَطيخ..!!
قِطعة ُزبدة...تنام فوق قطعة خبز
والشمس ليستْ بعيدة !!
والخيط يتبعُ آثار دودة القز
والمتاهات عديدة !!
أظنّ الذوبان سيكون عند تمام النصف
بعد الواحدة !!
.
.
.
أعود إليك...
نِصْف صمتٍ..نِصْف رجل
لِأتِمٌّ الاكتمالَ فيك
وفي الحال !!
تَعِسٌُُُ العاشق الذي لايحكي حكاية
فلا يجيء بقلب يتكلم العامية
يترجم المسمارية
ولايدهش المحبوب
في قافلة عشق تمتلكها امرأة
استثنائية
ضاعت رمالي وعبيدي
ُقدّتْ قدماي
في قصرها كان العتق
غير أنها لم تزل الآمرة الناهية
تذرع شوارعي الفقيرة
وُتوزّع الزبيب والخبز
قرب الميتم
حيث وُلِدْتُ !!..
لم أقصدْ أبدا أن أستوطنكِ
كما استوطن الإغريق بحر "إيجهْ"
لكني حين اشتممتُ رائحتك البرية
على بُعْد ميليمترات
رفعتُ عقيرتي مُعلنا قلبك مسقط
رأسي ونفسي
خيالي مُمتدّ إلى الوراء
إلى امرأة تشبهك
امرأة ٌهيٌّأتُ لها الإفطار
ونفحتْني ألْف قبُلة في كأس عصير
ليمون مثلج !!
كم اندهشتُ...
عندما انفلقتِ كبطّيخ صيفي في جوفي
سألتكِ مستجديا :
" كيف تعرفين أنكِ حلوة جدا ؟؟ "
الوقت يمضي ونحن في دهشة
بادرْتِني بابتسامة عريضة :
" حين لا تستطيع الْتِهامي بسرعة!! "
صرتُ أبتسم كلما تذكٌّرتُ البطيخ
وعرفتُ قيمة تلك الفاكهة
الحب الذي اكتشفناه سويّا ظلٌّ وحده
حلوا داخلنا
تساؤلات ماثلة فينا بإجابات
أنا الذي لم أمت
وأنت التي لم تزل تضحك على الحياة
أجلس على الأريكة مستلقيا خلفك
أقبض قلبي الصغير تارة
وأبسطه تارة أخرى !!
لا أحدَ علم بسِرِّ عطرِ "المَانْجا"
في يديك
لا أحد علِمَ أنكِ التهمتِ كل فاكهتي
بين بياض أسنانِك
ألْفُ قطة شامية أسلمَت للنوم
بين أحضانك
عندما كنتُ - عبْرَ أربعِ طرق
- أعانقُ شفاهك عَدُوٌّة الضحك
نظرتُ مابينَ الورد والياسمين
كنتِ صِنفا جيدا من البذور
فتشتُ في قلبي كي أهديك ابتسامتي
وبضع رسائلي النصية
فنصبتِ لي محاكم تفتيش دولية
وقانون مُسطٌّر بـ :
دوماً علي بالحب !!
دوما أتجرع السم !!
دائما أخاف القهقة !!
يا قانون لوعتي !!
الزئبق فيكِ يهربُ دوما مني
الضحكة من فمكِ وسط فمي
وفمكِ اللؤلؤ يرقبُ نسبة السكر
في دمي
وثمة حبّ عملاق ذو عينين زرقاوين
ينظر إلينا ويضحك
تقولين إني أحب أو أزعم
الحب !!
أو ربما أكذب
في كل ما أهمس به !!
لا.. أنا ببساطة أخاف عليك
من خَللٍ ميكانيكي يُصيب القلب
ولا أستعمل القلب لأحبك أكثر
كل ما أريده أو أحلم به
كل ما يعوزني أجده فيك
مثل حاجة معلقة على حبل آخر
هذا هو الحب بانتماء
ذاك هو السبب في أني أكتب لك
بعد القهقهة الحلوة
وكل ما ليس قريبا منك
لايُعدّ مزاجا رائقا
.
.
.
أحسّ بك؟؟
دَعي عقلي يحس بك
أكثر
واضْحَكي كالقمر !!
في بداية سنوات الحب
أعود إلى دارالخوف
وأشعر بأني ألتهم بلدكِ الغريب
لمستُ يدكِ الإفتراضية
كملامسة رغوة نائمة
وكرٌّرتُ رغبات قديمة
كما لو أني أستعيد من الكبت بيتاً من
الحرية
وأنا الطفل الخجول !!
وأنت الطفلة الجريئة !!
حين ثقبتُ لك البالونة انتشر دمعك
كمطر خفيف على المنديل
رأيتُكِ تحتجين...
اشتريتُ لك بالونة جديدة
بنصف درهم حزين
واعتذرتُ مرتين...
وفزتُ منكِ بقبُلة على الخدّ
من الخجل، أردت أن تكون على الجبين
أودّ أن أحبك مصغيا" لموسيقى شْتراوْسْ"
من أجلك الحب
ومن أجل الآخرين حسن الإصغاء
وقلبك المنهمر مساء يملأ مسامعي
بنوتات أجراس نحاسية
يالفتنة هذه المرأة الذكية
وهي تغرق البحر في النهر !!
أود أن اقف أمامك قصبة رخوة
مثل رجل غبي
بقدم واحدة على الطريق
أود ان ألمس شمسك الحارة
وفي مسامعي شخير النجوم الأقزام
عندما تنام...
ودورانك المغزلي حولي يشوي
ماتبقى مني
فارفعي ، اذن ، يا دفء المعنى عشقي
عشبا أخضرا الى مراعيك !!
شكرا للصدفةِ ألصقتني بك ضرورة
أعتذرُ للضرورة إذا أحببتك الآن فقط
ليس على الحب أن يمتعضُ
لأنّني أخذتك هاجسا
أو إطارا بدون صورة
فليَنسَني القدر ، لأنّه لم يمنحني معك
كل الفرصة
بالكاد عرفتُ معه سوء الحظ !!
أعتذرُ لكِ لأني ثقبتُ لك البالونة
ولقلبك على تعدّد إهمالي كل ثانية
أعتذرُ لعيونك القديمة ، لأنّني أراك رائعة
بعيوني الجديدَة
اغْفري لي ، أيتها المرأة البعيدة
لأنّني أحملُ همّي إلى بيتك
ولاأحمل لك باقة زهور
أيّها الحب الحقيقي ، اجْعليني تحت
وسادتك الزهرية
أعيريني بعض انتباهك اليقظ
أيّها الرمز المشفر ، أريني صعوبة العقدة والفك
اهْتمي باليتيم يا سرّ العطف
لأنني أستلّ خيوطَ الشبع من خبزك
العجيب
ماذا سيبْقى للمسكينة امرأة اللٌّكم
بعد أن ينام MEN الملاكم
وكلب الملاكم ؟؟
وروح مطبوخة بالألم
تقضي جزءا من الليل بعيداً عن غضب " MENها "
بعيدا قرب ملائكة طفلها
*
*
*
حواديت العنف مكتوبة على ظهر القوارير
مثل مُعادلات جبرية
"عائشة" المُعنٌّفة مرعوبة أمام ظل ال MEN
تبدو علامات السوط كأنها خطوط طباشير في الليل الدامس
وال MEN الملاكم يريدها أن تمرَّ بين اللكمتيْن بابتسامة عريضة
وتملأ له الكأس الخامس
*
*
*
قلب "عائشة" لم يعد يعمل بكفاءة
عضلات الطاحونة تعصر الزيت بكل كفاءة
لا شيءٌ فيها سوى الإسمنت المُسلٌّح
مصيبة الطاحونة أنها لاترى "عائشة"
مصيبة "عائشة" أنها لا ترى الا الطاحونة
ووراءها الحمار ينهق !!
من يدري؟ في مصيبتها يكون قلبها تحوٌّل الى زفت أسود
مُلتصِق بصرصور أسود
*
*
*
تخطو "عائشة" نازلة من على الحلبة
تحمل تحت ذراعها رأسَها الدٌّامي
صَدْر ال MEN فخور
والذكورة، كالديكة تشق طريقها إلى حانة المدينة
والجميع يبارك الغزوة بالتصفيق
والدجاجات مرعوبة تتحسر !!
هنالك يسحب MEN كرسيًا عاليا
ويجلس جنب فخد منضدة
ويطلب صندوق جُعٌّة له
وبرميل جُعٌّة لرفاقه الديكة
*
*
*
تمسح "عائشة" يديها في الدمع
وتقوم على خدمة الديك الحبشي
ما أشد القسوة في العالم
يمكن للمرء أن يقسو كما يشاء
وأحيانا ما ينسى في غمرة الزهو
أنه لازال يجرى إلى الوراء
*
*
*
Hé MEN rooster..!! رفقا بالقوارير
أخبركَ بذلك الرسول والسماء
"المرأة تسقط " !!
هكذا هتف واحدٌ حانتْ منه نظرة إلى جسدها الناعم
ثم التفت آخر إليها
وهو يتهيأ كي يتصفح الجسد
بطريقة شبه هزلية
وبوجه آخذٍ في الاحمرار الشبقي
الذي لا يعرف أن آخر مقطع في المرأة، ضائعٌ
ولا أمل في العثور عليه في خم الديكة
رأيتُ الطفلة "فاطمة" تبحث عن قشور الموز والكنز في صندوق القمامة...وكتبتُ :
*****
القدَرُ يسرق حتى بُطء الضوء من "فاطمة" الفقيرة
لعلّها تفقد حتى النظر
حتى لا تنظر حولها
ولاينظر إليها مايُسمٌّى ب "البشر"
وبعْد غد إنْ نجَتْ من الجوع
تبلغ بالكاد نقطة حياة جديدة
عندما ترى الأطعمة تُرمى في القمامة
وإنْ كانت لازالتْ لبطنها مفيدة
*
*
*
نُصفّق للسيدة البرجوازية، ال "higt class"
لا تُعير اهتماما لرائحة شواء جلد "فاطمة" في الهواء
نُصفر لها والعطر يتبعها بخيلاء
ونشمّ رائحة الحاجة في بطن الدودة
والدودة فقيرة تلتصق بالجدران الملساء
وتمدّ يدها الصغيرة
لمن...لماذا ؟؟
*
*
*
في غار "فاطمة" الفقيرة المُستسلِم للرطوبة
ليس هناك غرفٌ عُليا وأخرى سُفلى
وإمداداتُ ماء وكهرباء
وتلفاز 120 بوصة
بل هناك ساقية سوداء تخرج الى الحارة
والمرحاض حُفرة في التربة
وحصيرٌ مهترئ تتقاسمه
مع القط الوسخ والحشرة
وتخاف أن تسقط عليه الشمعة
وهناك الناموس يرقص
وهناك النفايات تتمايل على "الوحدة ونصْ"
وهناك "dreams" البؤس يحلم بقليل سُكٌّر
وعلبة شاي وحفنة زعتر
وأقصى أحلام "فاطمة" : قطعة شكلاطة !!
ولا يزال الظلم يسكن أول السٌّطر
وغالباً في جُحر الفقيرة الضيق
المليئ بالجَمْر
*
*
*
أدَعُ الأمر لليَد القوية
لتحْكُم بالعدل على يد مُمتدة ضعيفة
ولا سِواها اعترفتْ بالقهر
في زمن العجب
وغلطة الخبز الناصع السواد
يعرف الفقر كيف عاد
والهرولة على طريق اللامبالاة
ياترى،أين يوجد العَطب ؟؟
*
*
*
مُمكن يوجد حيث بورجوازيون يعانقون فقراء
ويشترون لهم ال "caviar" والدواء
حيث يدفعون لهم الرواتب
واللحم عن موائدهم غائب
حيث كيس "papa noel" ملآن باللعب والمال السائب
والكلمات الجميلة الخط
وظلال التصاوير في الأماني
وتتكدٌّس الثروة حُزمة حُزمة بالدولار
وصناديق "made in swiss"
للسٌّيطرة على الآتي
و"فاطمة" تنزع عشبة عشبة من البقول
تبيعها في السوق
الدريهمات معدودة والهمّ لن يزول
*
*
*
وجوعُ "فاطمة" عند أمير ال "bifteck"
كأس نبيد أحمر،مُكسٌّرات مُملٌّحة
وساعات من القيلولة
وسيارة BMW ، والسياحة الذهبية في جولة
ولِتجُرْ "فاطمة" عربة ال"سوبيرْ ماركتْ" !!
تجمع مُخلفات البشر العامة
وتنبش أوعية القمامة
هل هذا معقول ؟؟