إليها بمناسبة العام الجديد
كل عام وأنا أهواك أكثر
د. مختار محرم
هَذِهِ ليلَةُ عِيدْ..
نَسَمَاتُ الْحُبِّ تَجْتَاحُ الْحَوَارِي وَالْأَزِقَّة
تَمْلَأُ الْأَكْوَانَ رِقَّة
تُشْرِقُ الرُّوحُ تُغَنِّي لِلْهَوَى أَحْلَى نَشِيْد
دَقَّتِ السَّاعَةُ فِي كُلِّ مَيَادِينِ هَوَانَا
اثْنَتَي عَشْرَةَ دَقَّة
بَدَأَ الْعَامُ الْجَدِيد
كُلُّ عَامٍ وَأَنَا أَهْوَاكِ يَا حُبِّي الْوَحِيد
كُلُّ عَامٍ وَاشْتِيَاقِي لَكِ يَا عُمْرِي يَزِيد
كُلُّ عَامٍ وَالْهَوَى يَمخُرُ دُنْيانَا
وَيَحيَا فِي حَنَايَانَا
وَيَسْرِي فِي الْوَرِيدْ
كُلُّ عَامٍ وَأَنَا أَهْوَاكِ أَكْثَرْ
وَالْهَوَى يَقْطُرُ شَهْدًا واللِّقا نجنيه سُكَّر
وَدُنَانَا مِن هَوَانَا تَسْتَزِيد
...
هَذِهِ لَيْلَةُ عِيْدٍ يَا مَلَاكِي
غُرْفَتِي تَسرَحُ أَطيَافُكِ فِيهَا
مِثلَ أَمْوَاجٍ لَهَا أَلْقَيتُ نَفسِي وَشِبَاكِي
عَالَمِي يَزْدَانُ حُسنًا بِهَوَاكِ
وَضَجِيجُ الذِّكْرَيَاتِ اليَومَ يَقْتَاتُ عَلَى صَمْتِ حِرَاكِي
جَنَّةٌ دُنْيَايَ فِيهَا فَاحَ وَرْدٌ بِشَذَاكِ
فَامْنَحِي عُمْرِي حَنِينًا مِنْ مَسَافَاتٍ تَلَاشَتْ بِلِقَاكِ
أَسْكِرِينِي بِكُؤُوسِ الشَّوقِ فِي لَيلَةِ حُبٍّ
عَتِّقِيهَا بِسَنَاكِ
بِاشْتِياقِي فِي مَحَارِيبِكِ أَبْدُو خَاشِعًا أَرْجُو رِضَاكِ
لَمْ أَعُد أُبصِرُ فِي الدُّنْيَا سِوَاكِ
أَمْلِكُ الدُّنْيَا وَتَاجِي أَنَّنِي وَحْدِي أَرَاكِ
أَنَّنِي وَحدِي أُغَنِّي فِي سَمَاكِ
...
هُوَ ذَا عَامٌ جديدٌ
قَادِمٌ بِالْحُبِّ مِنْ كُلِّ حُدُودِي
بَعْدَ عَامٍ عِشْتُ فِيهِ الْعُمرَ جَنَّاتِ وُرُودِ
بَعْدَ عَامٍ فِيهِ أَوْفَيتُ بِعَهْدِي لَكِ
يَا أَغْلَى عُهُودِي
انْثُرِي حُسْنَك بَاقَاتٍ مِن اللَّيْلَكِ فِي لَيلِ وُجُودي
وَاجْمَعِي أَطْيَافَكِ التَّائِهةَ اليْوَمَ بِدَرْبِي
وَاصْنَعِي مِنْهَا سَرِيرًا دَافِئًا فِي دِفْءِ قَلْبِي
وَاخْلُدِي فِيهِ خُلُودَ الْحُبِّ
يا حُبَّ الْخُلُودِ
...
كُلُّ عَامٍ وَأَنَا وَحْدِي عَلَى عَرْشِ غَرَامِي
وَابْتِسَامِي .. يُخْبِرُ الْآَفَاقَ عَنْ صِدْقِ هِيَامِي
وَحُرُوفِي تُسْكِرُ الْأَوْرَاقَ وَالْأَقْلَامَ وَالْأَسْطُرَ
مِنْ خَمْرِ كَلَامِي
كُلُّ عَامٍ وَعُيُونِي فُرِشَتْ وَرْدًا وَدِفْئًا
لَكِ يَا قُرَّةَ عَيْنِي كَيْ تَنَامِي
...
كُلُّ عَامٍ
وَأَنَا أَنْتِ
وَأَنْتِ الْحُبُّ مَسْكُوبٌ بِحَرْفَيْنِ أَحَبَّا شَفَتَيْكِ
كُلُّ عَامٍ وَفُؤَادِي خَاتَمٌ فِي إِصْبَعَيْكِ
وَأَنَا أَطْوِي دُرُوبًا
- تَاهَ فِيْهَا الْخَطْوُ-
مِنْ قَلْبِي إِلَيكِ
وَأَنَا آَتِي وَحِيدًا
حَامِلًا شَوقِي وَخَوفِي
مِن جُنُونِ الشَّوقِ يَا عُمرِي عَلَيْكِ
وَأَنَا آَتِي بِغَيمٍ
غَيْثُهُ دَمْعَةُ فَقْدٍ ذُرِفَتْ مِنْ مُقْلَتَيْكِ
بِقَصِيدٍ يَعْزِفُ الشَّوقَ لَدَيكِ
بِيَدٍ تَبْحَثُ عَنْ شَعْرَكِ
عَنْ دِفءِ يَدَيكِ
...
كُلُّ عَامٍ وَحَيَاتِي
لَكِ أُهْدِيهَا مَسَاءًا نَرْجِسِي الْأُمْنِيَاتِ
وَنَسِيْمًا مُفْعَمًا بِالْقُبُلاتِ
وَأَنَاشِيدَ فَرَاشَاتِ الرَّبِيعِ الْحَائِرَاتِ
وَحُرُوفًا فِي سَنَاهَا تَتَلَاشَى أُغْنِيَاتِي
أَرْتَوِي مِنهَا أُغَنِّيهَا بِلَحْنٍ
سَرْمَدِيِّ الْهَمَسَاتِ
لَكِ يَا شَمْسَ غَرَامٍ أَشْرَقَتْ فِي أُمْسِيَاتِي
أَنْتِ يَا جَنَّةَ أَحْلَامِي وَصَحْوِي وَسُبَاتِي
أَنْتِ يَا خَاطِرَةً تَخْتَالُ فِيْهَا كَلِمَاتِي
أَنْتِ يَا مَمْلَكَةً أَحْيَا بِهَا مِنْ قَبْلِ مِيْلَادِي
لِمَا بَعْدَ مَمَاتِي
أَنْتِ يَا مَنْ أَنْتِ أَغْلَى مِنْ جَمِيعِ الْأُمْنِيَاتِ
كُلُّ عَامٍ وَأَنَا الْحُبُّ
وَقَلْبِي.. لَكِ يُهْدِي نَبَضَاتِي.