|
كم ألفِ صبٍّ ساهدٍ في عشقِها سَقَطوا |
نظموا القصيدَ بحسنها، وببابها لَغَطوا |
فتلملمتْ بتلاتُها وبِخِدْرها اختبَأتْ |
مِن فَرْطِ رقّةِ حِسِّها لَتكادُ تَنفرِطُ |
واللؤلؤُ المكنونُ في صَدَفاتِه حَذِرٌ |
من كلِّ صيادٍ أتى طمعانَ يلتقطُ |
هي ريمُ غاباتِ العذارى في الرُّبَى شَرَدَتْ |
وجهابذُ الفرسانِ دونَ منالِها حَبِطوا |
وهي الجميلةُ والنساءُ جـوارَها هَمَلٌ |
وتكاملَتْ في وَصفِها ما مثلُها نَمَطُ |
وهي التي للبدرِ تسمو رُوحها خُلُقا |
وسَعى الوُشاةُ لِمَسِّها فَلِوَحْلِهم هبطوا! |
وهي التي بالعَقلِ زادَ جمالُها أَلَقا |
من مكرِها يَئِسَ الدُّهاةُ وخابتِ الخُططُ |
والكلُّ يسألُ آملا بالسرِّ أو عَلَنا |
مَن مِن أولاءِ بقلبِه الحسناءُ ترتبطُ؟ |
وأنا أتيتُ أرومُها، مستوحشا قلِقا |
والخوفُ بالأحلامِ بالأشواقِ يختلطُ |
فهي التي من حقها بجمالِها تزهو |
وتَدِلُّ في تَرَفٍ وفَذَّ المهرِ تشترطُ |
وأنا فقيرٌ لستُ أملكُ غيرَها دُرَرا |
أمشى غنيَّ النفسِ والأرزاقُُ تنبسطُ |
هل يا ترى تختارُني وتكونُ لي أبَدا |
وتُذيقني من سحرِها، أم كانَ لي السَّخَطُ؟ |
هل كنتُ أسكنُ قلبَها، مِن دفئِها ثَمِلا؟ |
أم كنتُ أهذي، والمُنى عشواءُ تختبطُ |
قولي ـ فديتُكِ ـ مَن أنا في كلِّ مَن عشقوا؟ |
لأنامَ في ليلي ونبضُ القلبِ ينضبطُ |