متسولٌ فقيه ومحاسب عتيد !!
يروي العقاد فيقول :
المتسول
تعود سائل أن يلقاني في طريقي وكان مسكيناً يبدو عليه التعب والحاجة إلى المعونة وسمعت منه أفانين من شفاعة كل يوم ووجوب الحسنة فيه لسبب يتعلق بحرمة اليوم أو حرمة الأسبوع أو حرمة الشهر. واختلف طريقي عن طريقه أيام الأربعاء والخميس والسبت ولم أبرح المنزل يوم الجمعة كعادتي، ولم أبرحه يوم الأحد إلا لأذهب إلى دار الإذاعة وأعود منها بالسيارة.
ثم صادفني يوماً فناولته نصيبه اليومي المعلوم، فقبض يده محتجاً وقال:
- يا أستاذ.. إنت عليك ستة أيام وهذا شهر رجب الحرام وكانت مفاجأة مضحكة للعابس الظريف (العقاد)الذي جابها من قصيرها وأخرج المبلغ المطلوب مع الفوائد وسأله مداعباً :
- ترى هل تحل الفائدة في شرعك على الأيام الحرام؟
ويرد المتسول رداً في منتهى البلاغة على عملاق الأدب العربي قائلاً:
- يمحق الله الربى ويربي الصدقات
وكاد العقاد أن يموت من الضحك ويروح في صدقة ولكن الله لطف.