أديب و نص
ألقى شعره في ميدان التحرير و مثل مصر في تونس
عاطف الجندي .. لا يهمني الانتماء إلى لون معين من الكتابة
لا أرفض التعبير بالنثر بشرط ألا يطلق عليه تسميات ضالة
حوار أشرف جمعة
استطاع أن يحفر له اسما متفردا في الساحة الأدبية المصرية ساعده على ذلك غزارة إنتاجه الشعري و مشاركاته الدائمة فى المنتديات و الندوات الشعرية .. شارك بقوة في أحداث الثورة المصرية منذ بدايتها و ألقى شعره في ميدان التحرير و مثل مصر في قافلة المحبة في تونس و أصبح منتداه في اتحاد الكتاب من أشهر المنتديات الأدبية في مصر .. في هذه السطور يفتح الشاعر عاطف الجندي النار على رئيس لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر .. و يهاجم جيل الستينات بقوة .. و ينتقد إخفاق الشعراء المصريين في الفوز بلقب " أمير الشعراء " في أبو ظبي ، لكنه يتمنى تكريم الشاعر حبيب الصايغ في القاهرة .
ماذا عن بداياتك الشعرية ؟
لم أولد و في فمي ملعقة شعرية إن جاز هذا التعبير فلم يكن أبي كاتبا بل كان فلاحا بسيطا في قرية الزمام التابعة لمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة ، و لم يكن في بيتنا مكتبة و ظللت حتى العام الأول الثانوي و الكهرباء لم تدخل قريتنا ولم تدخلها سوى بالجهود الذاتية بعد ذلك و كانت البيوت من الطين اللبن ، حياة الريف هذه جعلت الخيال خصبا فقصص الأم و ليس الجدة هنا كانت سببا في تنمية الخيال فكل ليلة و على ضوء لمبة الجاز أستمع إلى قصة أو كما نسميها ( حدوتة ) قبل النوم فخفت من قصص الغول و حلمت باختطاف الأميرة و سافرت مع السندباد و جبت البحار و الأخطار و عندما ذهبت للمدرسة الابتدائية بقرية كفر الواق المجاورة و هي على مسافة كيلو متر و نصف أذهبها ماشيا مع أقراني من الأطفال ، كنت شغوفا بقراءة القصص من مكتبة المدرسة فقرأت كل ما وقع تحت يدي من قصص ، و أذكر منها قصة سيف بن ذي يزن و الدابة المسحورة و قصة الأمير أبو لحية و غيرها من القصص و تعرفت فى المدرسة الإعدادية بمدرسة جلال قريطم بحوش عيسى على قصص إحسان عبد القدوس و محمد عبد الحليم عبد الله و نجيب محفوظ و يوسف السباعي و عندما دخلت معهد دار المعلمين بدمنهور انشغلت بالكرة و لعبة كرة السلة حيث كنت قائد فريق المعهد و عضو بنادي منشية النصر أحد أندية الدرجة الثانية في ذلك الوقت و لاعبا بمنتخب المحافظة في مراحل التعليم الثانوي و لكني تعلقت بالشعر و خاصة أشعار نزار قباني و فاروق جويدة و رشيد الخوري حتى كتبت أولى قصائدي الشعرية و كانت بالعامية المصرية إرضاء لفتاة كنت قد أحببتها في ذلك الوقت و هي من نبهني لكتابة الشعر كي أصف فيه مشاعري و لها أدين بالفضل فربما كنت الآن أعمل بأحد النوادي الرياضة أو على الأقل مهتما بالرياضة و بعيد كل البعد عن الشعر الذى أعتبره هو كل حياتي 0
ماذا عن دواوينك الشعرية ؟
في عام 1990 اشتركت في ديوان مشترك كان بعنوان ( من يقتل الحب ) بقصيدة اسمها أنا السندباد ، هذا الديوان صادر عن الجمعية المصرية لرعاية المواهب بالقاهرة و التي يرأسها حتى الآن الشاعر محمد على عبد العال و كان سكرتيرها الراحل محمد سيد خليل و كنت أحضر من البحيرة لندوة هذه الجمعية كل يوم خميس على قدر المستطاع ثم أتيت مع أسرتي للإقامة في شبرا الخيمة في عام 1991 و انقطعت عن الندوات و لكني كنت أكتب الشعر و احتفظ به لنفسي حتى عام 1997 عندما فزت بالجائزة الأولى على المحافظة في مسابقة شعرية عن الإدمان و منها دخلت بقوة إلى عالم الشعر و أصدرت مجموعات ( بلا عينيك لن أبحر و مرايا للنفس و صباح الخير يا سارة و هو للأطفال و للنار أغنية أخيرة و لا أريد و أنت القصيدة ثم كتاب مشترك بعنوان ( قطرات المسك ) و هو صادر عن منتدى عاطف الجندي على الإنترنت و اتحاد كتاب مصر 0 و هناك الجديد تحت الطبع إن شاء الله
اتجهت في الفترة الأخيرة للكتابة للأطفال فما السبب ؟
الكتابة للأطفال هي كتابة سحرية بالرغم من صعوبتها و خاصة في مجال شعر الفصيح فالقصائد عبارة عن إرشادات و لكن الجمال في أن لا تكون في قالب إرشادي و مباشرة ، فكيف نقدم النصيحة في قالب شيكولاتة بحيث يتقبلها الطفل و يحبها و من هناك كانت الصعوبة و ربما الكتابة في موضوع للطفل في كل جانب سنكتفي بقصيدة واحدة فمثلا لو أردت أن أقدم قصيدة عن النظافة للطفل مثلا فسأكتب قصيدة واحدة و لكن لو حاولت كتابة غيرها عن نفس الموضوع فستشعر بأن هذا العمل لا يجب أن يكتب فلقد كتبته من قبل ، أنا أصدرت ديوان صباح الخير يا سارة في عام 2007 و لي مسرحية للأطفال قيد الطبع و ديوان أطفال آخر في الطريق عن شاء الله و هذا بجانب أشعاري للكبار و التي هي مشروعي الأول و الأخير 0
هل ستستمر في كتابة هذا اللون ؟
الكتابة هاجس يومي و لا تعرف متى ستكتب و لا عن أي شيء ستكتب و لكن متى يأتي الإبداع فسيجد ورقا ليكتب عليه طالما كان جديدا و يقدم رؤية جديدة أو يكون إضافة للمكتبة العربية 0
لم تنشر في مجموعاتك الشعرية قصيدة نثرية واحدة رغم نشرك للعديد من القصائد النثرية على شبكة الإنترنت 00 لماذا ؟
حقيقة النثر لا اسمية شعرا و لكنه لون آخر للكتابة برع فيه الأقدمون كما أن له رواجا هذه الأيام تحت مسمى قصيدة النثر و بعيدا عن هذا المصطلح الذى لا أقبله في الوقت الحالي – على الأقل – فأنا اكتب ما أشعر به و مسألة اللون لا تهمني كثيرا فالمهم أن يكون جيدا و لو قدر لي أن أنشر ما كتبته من نثر فسأسميه نصوصا نثرية و ليس قصائد نثرية ، فمسألة المصطلح هذه هي سبب الاختلاف 0
و لماذا كل الهجوم على قصيدة أصبح لها رواجا بين جمع المثقفين و عوام الناس ؟
ماذا تقصد بعوام الناس ؟ أتحدى أن يكون لها هذا الرواج الذي تتحدث عنه فالذائقة العربية تربت على الموسيقى و الكون في حد ذاته موسيقى فأصوات الطيور و حفيف الأوراق و خرير الماء و هدير الموج و غيرها من الأصوات الموسيقية قد جعل الحياة نابضة بالجمال و لو كان غير ذلك لكانت الحياة صامتة فاقدة لنبض الحياة و فكيف حفظ الفلاح البسيط و الأمي قصائد مثل الأطلال و أراك عصي الدمع و غيرها من القصائد و بالله قل لي أي العوام الذي يحفظ نصا نثريا و لمن من كتابه في عصرنا الحديث يا سيدي هذه مجرد دعايات كاذبة مثل الحمل الكاذب و الغريب أن يكذب المرء كذبة و يصدقها و يؤمن بها و إن كانت رائجة بين المثقفين كما تقول فربما وجدت في بيئات ضعيفة شعريا و حاول أصحابها التخلص من أعباء الكتابة الموزونة و قيودها ، أنا احترم الشاعر الذي يكتب العمودي و التفعيلي و له أن يجرب في النثر فالكتابة هي تجريب و استشرف للقادم و لكني لا أقدر من دخل النثر من باب البعد عن القيود و نتيجة عدم تمكن شعري و لغوي و الحمد لله في مصر مازالت القصائد العمودية و التفعيلية هي سيدة الموقف الشعري الراهن و ستظل 0
رغم حداثة منتدى عاطف الجندي الأدبي باتحاد كتاب مصر و الذي يقام السبت الأول من كل شهر أصبح في صدارة المنتديات الأدبية في مصر ؟
حقيقة جاءت فكرة هذا المنتدى على أرض الواقع كنتيجة طبيعية لتطور المنتدى على الإنترنت فمن الجمال أن يلتقي كتاب العالم الافتراضي وجها لوجه على أرض الواقع و الأجمل أن يكون هذا المكان هو بقامة اتحاد كتاب مصر هذا الاسم العريق ، فنحن نقدم في المنتدى على الإنترنت مسابقة شهرية تضم أقسام الفصيح و العامية و القصة و النثر و نقدم للفائزين شهادات تقدير و جوائز عبارة عن مجموعة كتب لكل فائز و تنشر الأعمال الفائزة في أحدى الجرائد المهمة في مصر كما تغطيها وسائل الإعلام من تليفزيون و إذاعة و صحافة و تقام هذه الاحتفالية الشهرية السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر و نستضيف فيها بعض الشخصيات التي قدمت منجزا إبداعيا يستحق الإشادة و لقد استضفنا عددا كبيرا في خلال عامين هما عمر المنتدى في اتحاد الكتاب و لكنه يقدم خدماته على الإنترنت على مدار خمس سنوات و يضم ما يربو على ثلاثة آلاف مبدع من جميع بلدان وطننا العربي و من خلال نشاطنا و مصداقيتنا في التعامل مع الأمور الأدبية أصبح للمنتدى شأن كبير و أفردت له البرامج التليفزيونية عدة لقاءات والصحفية أيضا و الإذاعية 0و لا أنسى منتديات أخرى على الإنترنت موجود فيها بفعالية كبيرة كتجمع شعراء بلا حدود و الذي يرأسه الشاعر الفلسطيني الصديق محمود النجار و أتشرف بان أكون واحدا من أربعة نواب للتجمع و به عدد كبير من المبدعين العرب كما أذكر بالخير منتديات مثل المرايا الثقافية و هو أول منتدى اشتركت به على الإنترنت و أنا مشرف الفصيح به كما اذكر بالخير منتديات واتا و ملتقى الأدباء و المبدعين العرب و فرسان الثقافة و أقلام و الواحة الثقافية و قناديل الفكر و الأدب و منتدى صدانا و من المحيط إلى الخليج و غيرهم من الملتقيات الأدبية على الإنترنت 0
مثلت مصر في قافلة المحبة بتونس فكيف كانت الرحلة ؟
أتت الدعوة من تونس من خلال الإنترنت لتمثيل مصر و حقيقة كنت سعيدا للغاية و لما لا و أنا سأمثل مصر في هذه التظاهرة الثقافية و التي ستجوب المدن التونسية احتفالا بنجاح الثورة التونسية على مدار أسبوعين ، و رغم أن تذاكر الطيران كانت على حسابي الشخصي و الإقامة عليهم و هو نظام معمول به في المغرب العربي و لكنني أصررت على ذلك لأنها المرة الأولى التى سأخرج فيها خارج الحدود المصرية و ستكون لتونس مفجرة الثورات العربية و كنا قد خرجنا من الثورة المصرية و التي شاركت فيها من بدايتها و كتبت و ألقيت أشعارا ثورية كثيرة فى ميدان التحرير و نشرت في الإنترنت في الفيس بوك و المواقع و المنتديات الأدبية الأخرى و كان من جراء ما نشر من فيديوهات لي فى الثورة و صور و أشعار أن كرمتني جامعة عين شمس و أطلقت علي َّ لقب ( الشاعر الثائر ) تقديرا لدوري في الثورة المصرية و أيضا أتتني الدعوة إلى تونس بسبب ذلك أيضا و كنت المصري الوحيد في قافلة ضمت أكثر من عشرين مغربيا و مثلهم من تونس و رفعت علم بلادي هناك و الحمد لله تم تكريمي هنا أيضا مرتين في مدينة القصرين و مدينة بني مطير و اعتذرت عن التكريم الثالث و كان في ختام القافلة بسبب سفري و عدم حضور حفل الختام لظروف الطيران و حقيقة وجدت شعبا جميلا مضيافا يحب العرب عامة و خاصة المصريين و الليبيين و برغم مناوشات كرة القدم و ما يتبعها من أزمات إلا أن التونسيين ينظرون لمصر بأنهم هم الذين بنوا القاهرة الفاطمية و يعتزون بذلك كثيرا و ربما بسبب ذلك هم يحبون مصر بهذه الطريقة الرائعة و الجميل في هذه الرحلة أننا طفنا مدنا كثيرة تونسية فذهبنا لولاية القصرين و عاصمتها القصرين أيضا و ذهبنا لبيوت الشهداء في الثورة التونسية في حي الزهور و قابلنا المصابين من الثورة و ذهبنا إلى مدينة ( تالة ) و بها أكبر عدد من الشهداء كما ذهبنا إلى مدينة القيروان و بني مطير و جندوبة و سوسة و قرطاج و سيدي بوسعيد و غيرها من المدن التونسية و بالمناسبة أشكر أصحاب الدعوة و الشعراء زملاء القافلة من المغرب بقيادة الشاعر محمد منير و التوانسة بقيادة فتحية الهاشمي و ضحى بوترعة و راضية الشهايبي و سارة اللافي و من المسئولين التوانسة أكرام عزوز مدير بيت ثقافة بئر الأحجار بالعاصمة التونسية و أسامة الرميلي في القصرين و الإخوة في بني مطير فقد قدموا كل الجهد لتوفير سبل الراحة للقافلة و سأظل أحمل في قلبي ذكريات جميلة لهذه البلاد و لهذي القافلة و التي أتمنى أن أفعل مثلها في مصر 0
اشتد هجومك في الفترة الأخيرة على احد الشعراء الكبار و هجوته في قصيدة مطولة عمودية شهيرة بعنوان ( الطاووس ) فما سبب هذه المعركة و متى ستنتهي ؟
المعارك الأدبية شيء طبيعي فالحياة في حد ذاتها معركة و أنا ثائر بطبعي ضد الظلم و التخلف الفكري و لو كان من شاعر له تجربته و حقيقة لقد ظلمنا جيل الستينات ولم يؤمن بنظرية تواصل الأجيال فقد أجلس أفراد هذا الجيل الأجيال التالية في بيوتهم لأنهم بكل بساطة يملكون الكراسي الوثيرة في الأماكن المختلفة و أشهرها مثل لجنة الشعر بالمجلس ( الأعمى ) للثقافة و انظر لهم سترى الجميع قد تعدى السبعينات و هم المسيطرون على كل اشكال الحياة الثقافية في مصر فهم المانحون للجوائز المختلفة و الحاصلون عليها و المقررون بسفر هذا و تكريم ذاك و أنا بطبعي أرفض الترويض كي أحصل على جائزة مثلا أو ندوة أو سفر لبلد ما كما يحدث مع بعض خصيان الثقافة و أنظر إلى الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية و هي الصغيرة كقيمة و كمادة هم المطبلون لرئيس اللجنة و المنافقون و من كتب عن رئيس اللجنة دراسة أو قصيدة يمدحه فيها و بأنه ملهم الشعراء و حامي حمى الشعراء يا سيدي الثورة لم و لن تصل للثقافة لأن المثقفين مصابون بانفصام الشخصية و لم تتغير الوجوه الجاثمة على صدر الثقافة المصرية طيلة عقود كثيرة من قبل الثورة و ستظل بعدها و ستظل الحرب قائمة بين من نافق مبارك و حصل على مزايا في عصره و الآن يتنصل من ذلك و يقول بأنه كان مضطهدا و تماشيا مع نجاح الثورة كتب قيدتين تافهتين عنها و هللت له الصحافة ووسائل الإعلام بأنه شاعر ثوري و كتب ما عجز عنه الآخرون و لكن إسأله أين كنت أيام الثورة و لماذا لم نر وجهك في ميدان التحرير ؟!
أحدث مجموعاتك الشعرية ( أنت ِ القصيدة ) و تنوعت القصائد ما بين الوطني و العاطفي فما الهدف من التركيز على هذين اللونين ؟
الوطني و العاطفي هما نتاج طبيعي للشعر و التركيز عليهما هو ناتج من أحداث مصر و العرب الأخيرة و ربيع الثورات العربية و القضايا متمثلة في فلسطين و العراق و تقسيم السودان فالشاعر هو ابن بيئته و حتى اللون العاطفي الذي بالديوان لو نظرت إليه ستجده وطنيا أي القصيدة التي تحمل بين طياتها الوطن / الحبيبة
ما رأيك في تجربة الشعراء المصريين في برنامج أمير الشعراء ؟ و هل تتوقع مستقبلا أن يفوز شاعر مصري بهذا اللقب ؟
أعتبرها تجربة فاشلة بكل المقاييس طالما لم يستطع مصري أن يفوز بها و المراكز التي حصلوا عليها مثل الثاني أو الثالث لهي مخيبة لآمال الشعراء المصريين و إن كنت لا أظلم الشعراء بقدر ما أظلم آلية التحكيم و التي تجعل من التصويت أداة حسم فالعملية هنا تخض لمعايير قبلية و تكريس لموضوع الانتصار للقبيلة أو البلد و من هنا كانت النتائج مخيبة لآمال المصريين وفي رأيي أن الكثيرين من شعراء مصر يستطيعون الفوز بها و هذه ليست شيفونية و لكنها من واقع قراءاتي و متابعتي لهذا المسابقة و مسألة السن هذه و تقييد الاشتراك بسن معين فهي ضد الشعر فالشعر ليس له سن و حقيقة عن نفسي و من أول مرة أقيمت فيها هذه المسابقة قلت لن أشترك في مسابقة تعتمد على التصويت و أن يذهب الشاعر لمسابقة يستجدي فيها العطاء لهو تقليل من قيمة الشاعر بالرغم من إيماني بأن هذه المسابقة صنعت رواجا للشعر و لكن يبقى التحكيم العادل 0
أبديت إعجابك أكثر من مرة بالشاعر الإماراتي حبيب الصايغ و تمنيت تكريمه في القاهرة فما تقول عن ذلك ؟
حقيقة أنا معجب بكل شاعر له أسلوبه الخاص و مفرداته الخاصة و الذي يجعلني أشعر بالدهشة أيا كان الاسم و حبيب الصايغ أحد هؤلاء و الذي أتابع شعره من خلال ما ينشر على الإنترنت و حقيقة لم أقابله شخصيا و بالفعل من خلال تواجدي باتحاد كتاب مصر حيث لي ندوة شهرية لمنتداي منتدى عاطف الجندي الأدبي و أيضا بأنني مقرر لجنة العلاقات العربية بالاتحاد و أدير هذه الندوة أتمنى أن أحتفي بكل الشعراء المجيدين في الوطن العربي و من بينهم بالطبع حبيب الصايغ و سعدي يوسف و سميح القاسم و ميسون صقر القاسمي و غيرهم الكثير بإقامة ندوة لكل منهم بالاتحاد و الاستماع إلى جديدهم الشعري 0
لقبت بألقاب شعرية عديدة 00 فما أحبهم إلى قلبك ؟
كل لقب و كان في وقته إضافة نفسية لي تقول بأنني على الطريق الصحيح و أول لقب أطلق علي َّ هو لقب ( الشاعر الشقي ) و الشقي هنا هي من باب المدح ثم لقبت ( الرومانسي الثائر ) و ( يعسوب الشعر ) و أخيرا ( الشاعر الثائر ) و الذي أعتز به كثيرا لأنه أتى من خلال مشاركتي فى الثورة المصرية و أيضا من خلال أشعاري الثورية و تم منحى هذا اللقب من جامعة عين شمس أما الألقاب السابقة كانت من خلال النقاد 0
ما هي آخر كتاباتك الشعرية ؟
أنا بصدد إصدار ديوان بعنوان ( سفر التحريض ) و أستعد لإصدار عدة دواوين بالعامية المصرية
ما القصيدة التي لها وقع خاص معك ؟
هي قصيدة لا أريد فلها ذكريات معي لا تنسى و أقول فيها :
لا أريد !
***
ماذا تريد؟
......................
ووقفت ِ فى غضب ٍ عنيد ٍ
مثل قط ٍّ
يخمش ُ الأحلامَ
فى نبض الوريدْ
* ماذا تريد ؟!
والجملة ُ الحمقاء ُ تعصف بالفؤادِ
وترسل الآهات ِ
نحو الدهشةِ المرسومةِ الأحداق ِ
فى وجهي الشهيد
* ماذا تريد ؟!
عيناك ِ
أجمل ما رأيت ُ من البحار ِ
فكيف ثار الموجُ
واشتد الوعيدْ ؟!
* ماذا تريد؟ !
أطلقتها 00
وتركتها
كالنار تأكل مهجتي
وتبيدُ من شفتى النشيدْ
و كأننى
لم أسر فى خفقان صدرك ِ
دقة ً
وكأنني
ما كنت يومًا فى خيالك ِ
فارسَ الأحلام ِ
والعمرَ السعيدْ
فلتسألى الزهر الذي
أهديتنى
و لتسألى العقدَ الذي
أهديتهُ
ما زال يهفو للمنام ِ
على الرخام ِ
بحسن جِيدْ
و لتسألي الطيرَ الذي
ما زال يحملُ بيننا
نبض َ البريدْ
لو كنتِ قد فتشت ِ فى
أعماق نبضكِ
بُرهة ً
لو كنت قد
أغمضتِ عن قول الوشاةِ
حكاية ً
ما كنتِ أنكرت ِ الهوى
و تركتنى
كالطفل ِ عند الباب ِ
يطلب بعض خبز ٍ
من غرام ٍ
كالعبيدْ
سأروحُ لكن لن أروحَ
تريننى
بعد انحسار المدِّ
فى بحر العواصف ِ
وانهمار الدمع ِ
فى بحر الجليدْ
ستريننى
فى كحلكِ الليلي أسقط دمعة ً
و تريننى
فوق الكتابِ
وفى السطور
وفوق صمتِ المقعد ِ
و ترينني
نبض الحكايا
والمرايا
سوف تحضرُ صورتي
وستذهبين إلى اللقاءِ
بلا لقاءٍ
بيننا أو موعدِ
حتى إذا اشتعل الحنينُ
وفاض شوقكِ
وابتدى لحن الرجوع ِ
يفيضُ كالنهر الوليدْ
سأراكِ واقفة ً
ببابِ القلبِ
فى لهفٍ شديدْ
وأقول يا قلبي أتتكَ
بزهر شوق ٍ
قد مضى
زمن الربيع ِ
فهل تريدْ؟ !
يا هل ترى
يوماً ستصفحُ بالرجوع ِ
ولن يفيدْ ؟!
فيردُّ
-- في صوت التعالي
قل لها :
إن الورودَ حملتها
كالنبض فى قلبي العميدْ
لم تقنع امرأةٌ بها
ووجدتها
بركانَ يوم ٍ غاضب ٍ
طمر الهوى
و اغتالني
وارتاح في عمري الفقيدْ
لكن إذا طلبت جواباً
قل لها :
أنا لا أريدْ
أنا لا أريدْ
أنا لا أريدْ
شيئاً سوى
عينيكِ يا
حبي الأكيد !
***
نشرت بمجلة المرأة اليوم الإماراتية