من "الوجوه والنظائر في القرآن الكريم" للدكتور سليمان بن صالح القرعاوي
أهمية العلم والتدوين فيه:
لم تكن اللغة ضيقة التعبير عن المعنى المراد، وإنما كانت واسعة الدائرة في ذلك، إذ لدى العرب القدرة على التعبير عن المعنى الواحد بأساليب متعددة، وألفاظ مختلفة حسب ما يقتضيه حال المخاطب والسامع، وبذلك يمكن فهم المعنى المراد عند المخاطبين بصورة كاملة، مهما اختلفت ظروفهم، وأصنافهم، وتعددت مستوياتهم الفكرية.
هذا وإن القرآن قد نزل بلغة العرب الذين اشتهروا بقوة الفصاحة والبلاغة، فأعجزهم فصاحته وبيانه المعجز، وبلاغته التي تقاصرت دونها بلاغتهم فأدهشهم فصاحته وبيانه وأعجزهم بلاغته التي لم تطاول إليها بلاغتهم إذ كان أوسع دائرة في أسلوبه، وأدق معنى في تعبيره، وأكثر استعمالاً للألفاظ الدالة على المعنى الواحد، وأفضل صياغة للفظ الواحد الدال على المعاني المتعددة بما أصبح يعرف بالوجوه والنظائر في القرآن الكريم.
لذلك اعتنى العلماء المتخصصون بعلوم القرآن الكريم بهذا الجانب عناية خاصة، وذلك لأهميته وخطره، إذ به تتسع قاعدة المفاهيم الإسلامية، وتصل إلى البعيد والقريب، والعالي والداني.
فكان منهم من جمع آيات القرآن الكريم التي اشتملت جميعها على لفظ معين يدل كل مجموعة منها على معنى واحد من المعاني يختلف فيه عن المجموعة الأخرى، ومنهم من اعتنى بشرح الألفاظ القرآنية التي روعي فيها السياق القرآني. وكان الاهتمام بهذا الجانب قد أدى إلى الحفاظ على السياق القرآني، والصياغة القرآنية التي حوت المعاني المتعددة.
فعندما كثرت الفتوحات الإسلامية، ودخل العجم في دين الإسلام، واختلطوا بالعرب فربما قد يتسبب ذلك في نسيان العرب لسياق اللفظ القرآني؛ لذا نال هذا العلم تلك الأهمية، فكتب فيه العلماء منذ بداية القرن الثاني الهجري، فمن أول من صنّف فيه:
1- عكرمة مولى ابن عباس ت105هـ.
2- علي بن أبي طلحة ت143هـ.
3- مقاتل بن سليمان البلخي ت150هـ، وكتابه (الأشباه والنظائر في القرآن الكريم).
4- هارون بن موسى الأعور ت170هـ، وكتابه (الوجوه والنظائر في القرآن الكريم).
5- العباس بن الفضل الأنصاري الموصلي المقرئ ت186هـ.
6- يحيى بن سلام ت200هـ، وكتابه (التصاريف).
7- علي بن وافد.
8- الحكيم الترمذي ت255هـ، وكتابه (تحصيل نظائر القرآن).
9- محمد بن يزيد أبو العباس المبرد ت286هـ، وكتابه (ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد).
10- محمد النقاش ت351هـ.
11- أبو الحسين أحمد بن فارس القزويني ت395هـ، وكتابه (الأفراد).
12- الثعالبي ت429هـ، وكتابه (الأشباه والنظائر).
13- إسماعيل الحيري النيسابوري ت430هـ، وكتابه (وجوه القرآن).
14- الحسن بن أحمد بن البناء البغدادي الحنبلي (أبو علي) ت471هـ.
15- الحسين الدامغاني ت478هـ، وكتابه (الوجوه والنظائر).
16- علي بن عبيدالله الزاغوني الحنبلي ت597هـ.
17- عبدالرحمن بن الجوزي ت597هـ، وكتابه (نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم).
18- الفيروز آبادي ت817.
19- محمد بن محمد بن علي البلبيسي القاهري ت887هـ، وكتابه (كشف السرائر في معنى الوجوه والأشباه والنظائر في القرآن الكريم).
20- جلال الدين عبدالرحمن السيوطي ت911هـ.