الحقيقة أن هذين بيتان رائعان في التصوير وفي المعنى.
هنا أراد المتنبي مدح سيف الدول حد المبالغة فقال في البيت الأول أنه الملك المهاب المطاع فكل ملوك الأرض تخشع له وتنحني في حضرته سجدا (مبالغة في وصف الخضوع) ، وأما من أراد التمرد عليه وعدم الخضوع فلا تكون المفارقة طوعية ومتاحة بل يكون جزاء كل من قرر المفارقة تمردا أن يفارق بالقتل بسيفه هالكا.
وأما البيت الثاني فقصد فيه أنه يحصل على المال غنائم من ضرب الصوارم والقنا دليلا على كثرة إقباله على الضراب وكثرة انتصاراته بها ، ويقتل أي يفني ويضيع هذا المال الذي أحياه بالسيوف تبسم الطالبين استجداء وأملا فهو الذي لا يرد طالبا دليلا على منتهى كرمه.
بذا كان المدح يتعلق بشجاعة سيف الدولة وعلو مكانته وهيبته التي يفرضها على الجميع بكرمه حين لا يرد سائلا وبسطوته حين يفتك بمن يخالفه أو حتى يفكر أن يفارقه تمردا وبكثرة انتصاراته في الحروب وبكثرة ماله الذي يكسبه ، فهو المهاب الشجاع الأبي الكريم الغني كما وصفه في هذين البيتين.
طبعا روعة البيتين يأتي أيضا من البناء القوي بسبك متين وتصوير بليغ قال الكثير من فنون المدح غير المبتذل.
تحياتي