لطالما امتلك الشعراء القلوب بقصائدهم ، ولطالما كانت كلماتهم السحر الذي أسروا بهم أرواح معجبيهم. وخاصة أولئك الذين يمتلكون الصدق في التعبير، والإحساس المرهف والقدرة على التعبير عن أدق مشاعر النفس الانسانية وتقلباتها، واضطراباتها، من حزن، وفرح ، وقلق، وترقب، وسرور، وغضب، واعتزاز، وسخرية، ومرارة، وكره، وتعلق ... إلخ من المشاعر الجياشة في النفس الانسانية البالغة التعقيد.
ولطالما حيرتني كما حيرت الكثيرين بلاشك قبلي على مر الأزمنة والعصور، كيف يكتب الشاعر؟ بم يحس الشاعر؟ بماذا يشعر الشاعر في حالة الحب حتى يكتب لحبيبته؟ هل الشاعر أعلى عتبة في درجة الإحساس من بقية البشر ؟ هل مشاعر الشاعر تختلف عن عامة الناس؟ أم أنه يمتلك قلمًا سيالًا وموهبة رفيعة منحه الله إياها فليس له فضل ولامنة على أحد اللهم إلا أنه أوتي القدرة على التعبير، وقد يكون غيره من البشر العاديين الذين لايكتبون الشعر هم أعلى منه إحساسًا ولكن لم يكن لهم حظ في الموهبة الشعرية ؟ أم أن الأمر لابد أن يتطلب الناحيتين الإحساس العميق والموهبة الفطرية؟ وهل كون الشاعر مرهف الإحساس يعني بالضرورة أنه مرهف الإحساس بمن حوله أيضًا؟ أم أنه قد يكون حساسًا لمشاكله وغائبًا عن مشاعر غيره؟
أسئلة كثيرة أطرحها على نفسي كلما قرأت أبياتًا من الشعر هزتني وتملكت إحساسي، ويبقى السؤال الكبير الذي يطغى عليّ دائمًا إضافة للأسئلة الأخرى :
عندما يكتب الشاعر لامرأة ما قصيدة حب فهل يحس بمشاعر كبيرة ومختلفة لها تحديدًا ؟ أم أن لديه دفق شعري كبير ومقدرة شعرية عالية فهو يلبسه لأية امرأة كانت؟ هل هي هذه المرأة وهي تحديدًا من تلهمه هذه الأشعار؟ أم أنها إن ذهبت ووجدت أخرى أمامه فسيكتب لها ولربما أشياء أجمل؟؟
ولماذا نرى أحيانًا بعض الشعراء يكتب لعدة نساء في آن واحد ؟ وأحيانًا أبيات جميلة تحمل معان رقيقة جدًا هي في عرف الناس كلها غزل ولكنها قد تكون في عرف الشعراء مجاملة ليس أكثر، بل وربما إن سألته قد يجيبك أنه لايقصد كل ماقاله وأن القارئ قد فهم عمقًا لم يقصده الشاعر ذاته ...بل وقد نسي كل ماكتب؟؟
تساؤلات كثيرة نطرحها داخل نفوسنا نحن القراء ، ولكن نسلط عليها الضوء الآن وبكل بساطة وشفافية واحترام ، وهي تطمح أن تجد إجاباتها من ثلة الشعراء الكرام في واحة الخير.
خالص التقدير والاحترام لكل من سيمر من هنا شعراء أو محاورين أو ملقين الضوء على روح عدت في مصاف الملائكة على مر الأزمان.