148
"ماما زبيدة" ... بائعة الخبز
أيا "ماما زُبيدة" !
سواء كان خبزكِ غائباً أم حاضراً
فأنتِ كريمة و لكنكِ مغدورة
لكَمْ تُشبهين مدينة البُؤس مرتين
غمَرَ الهَمّ في "فاسْ" الأزقة القديمة
عندما تستيقظ يدكِ في الفجر
تعْجن "المْلاوي" و "الحَرْشة"
لِفقراء الدِّرهم والدِّرهميْن
و بيْن أسْنان الجوع
وضَعَ الله البركة في كل ما تصنعين
ولو السميد المُر يُعاني الأمرّين
أقِفُ جائعاً عند باب الدكٌّان
أطلبُ رُبْع كيلو "حَرْشة"
أحياناً أناديكِ ولا تُجيبين
تُهْملين النداء أيتها الحاضرة الغائبة
وتبتسمين ..
كلّ مَآسي العالم في عينيك
أعرف قلبكِ ، ومرارة ما تحملين
أبقى في آخر الصٌّف أنتظر
فِكْرة ، فلسفة ، بحِكْمة لي تهْمسين :
{ لا ترَْكَبْ حتىٌّ تْسَرٌّجْ واعْقدْ عُقدَة صْحيحَة
لا تْكلٌّمْ حتىٌّ تخمٌّمْ لا تْعُودْ لِكْ فضيحَة }
أيا "مَامَا زُبيدة" !
حيث يوجد الخيْر في قلب الفقر
حيث يصفو قلبكِ الحليب
أندهش للنّكتة من فمكِ عند الفجر
الفرْفشة قوة نفس
وتقبّلُ سوء الحظ شجاعة
الدكٌّان ضيِّقٌ بما فيه الكفاية
والأمَلُ لا يزال يتسِعُ هناك
ومِنْ رائحة الخبز ترقى الأغنيات اللذيذة
بقلم / عمر امين