تكحّلتْ أم تُرى المرودُ يكتَحِلُ
يا رمشَ عينٍ به العشّاق قد نُحِلوا
تُرخيه تحت شموس البعدِ سابحةً
فتطلقُ الظلَّ بالأفراحِ يحتفلُ
وينثرُ الضِّحْكَ فوق الثغرِ يجعلهُ
كالمهرجانِ إذا ما الصّوتُ ينهملُ
يا رحبةَ العينِ يا أرضاً بها اتسّعت
مشاعرُ الحقِّ لم يرتحْ بها زللُ
بياضُها ساحُ تطوافٍ به اجتمعت
حرائرُ العشقِ تدعو الله ... تبتهلُ
و أسودُ الحَدقِ ركنٌ لو تطالعهُ
يهفو الفؤادُ مَشوقاً حدوُهُ القُبلُ
حوراءُ تجمعُ أضداداً بأعينها
فتجعل الضدَّ ضمنَ الضدِّ يكتملُ
هيْ آيةُ اللهِ و الإبداعُ منفرداً
تدعو إليهِ سكوناً لفظهُ جزِلُ
هديُ الجمالِ بها لو سارَ في رهَطٍ
لهبّ يتبعهُ حافٍ و منتعلُ
و الله أعلمُ ... لو جاءت أولي رشَدٍ
لسلّموا قبلَ أنْ تُزجى لهم رُسُلُ
...
من قدّرَ الحسنَ لم يكفرْ أخا عتبٍ
قلْ ما تشاءُ فنورُ اللهِ متّصلُ
تلفّتِ الآنَ أدركْ كلّ معجزةٍ
طافتْ حياتكَ و اشهد : ما بغى الرجُلُ !!
أمّا أنا فبها أدركتُ معتقدي
سبحانَ بارئِها يبرا فأنشَغِلُ !!!
مؤيد الصباهي