|
يَا سِحْرُ أَنْتِ ضِيَاءُ عَيْنِيَ لَا أَرَى |
إِلَّا بِكُمْ دَرْبَ الهُدَى المُتَنَوَّرَا |
قَدْ كُنْتُ أَعْمَى، فَاهْتَدَيْتُ وَقَادَنِي |
مِنْكَ السَّنَاءُ إِلَى الرَّشَادِ مُحَرِّرَا |
لَنْ يُبْتَلَى القَلْبُ الذِي أَنْتُمْ بِهِ |
نُزُلٌ وَلَنْ يَبْلَى الهَوَى أَوْ يَظْفَرَا |
لَنْ يُشْغَلَ القَلْبُ الذِي أَنْتُمْ بِهِ |
إِلَّا بِكُمْ، وَكَفَاهُ هَمًّا أَكْبَرَا |
أَفْدِيكِ، إِنِّي لَمْ أَزَلْ بِكِ مُغْرَمًا |
حَتَّى أُوَسَّدَ فِي التُّرَابِ وَأُقْبَرَا |
سَأَمُوتُ، لًكِنْ لَنْ يَمُوتَ بِيَ الهَوَى |
سَيَظَلُّ حَيًّا فِي القَصَائِدِ مُثْمِرًا |
يَا سِحْرُ أَنْتِ سَوَادُ قَلْبِيَ فِي الصَّفَا |
وَلَأَنْتِ عُمْرِي مَا النُّهَى قَدْ عَمَّرَا |
أَنَّى يَكُنْ لَكِ فِي النِّسَاءِ عَلَى الثَرَى |
شَبَهٌ، وَأَنْتِ الشَمْسُ جَلَّتْ أَنْ تُرَى |
أَعْلَاكِ رَبِّي عَنْ طِلَابِكِ زِينَةً |
تُضْفِيكِ حُسْنًا، قَدْ بَلَغْتِ المَظْهَرَا |
أَعْيَى الغَوَانِي أَنْ يَطَلْنَكِ خِلْقَةً |
فَلِدَرْكِ حُسْنِكِ يَرْتَدِينَ الجَوْهَرَا |
لَمْ يُشْرِكِ الرحْمَنُ فِي خَلْقٍ وَلَا |
خُلُقٍ سِوَاكِ، قَدِ اصْطَفَاكِ مِنَ الوَرَى |
وَحَبَاكِ مِنْ حُسْنِ الخِلَالِ وَفَضْلِهِ |
مَا قَدْ تَقَاسَمَهُ الكِرَامُ عَلَى الذُرَى |
قَدْ كَانَ حُبُّكِ عَارِضًا وَأَظَلَّنِي |
فَحَيَتْ بِهِ أَرْضِي، وَسَالَتْ أَنْهُرَا |
وَغَدَوْتُ مِنْ بَعْدِ الضَّلَالِ عَلَى الهُدَى |
أَمْشِي بِهَدْيِكِ – بَعْدَ رَبِّيَ – مُبْصِرَا |
شَتَّانَ مَا حُبٌّ يُظَلِّلُهُ الهُدَى |
وَهَوًى يُضَلِّلُ فِي الرِجَالِ المَخْبَرَا |