سوافي الهجر
لأنّ العيدَ في عينيكِ ذابا شربتُ البعدَ هماً واغترابا فقالوا إنني مجنونُ دهري وإني للجوى بعتُ الصوابا وإني لم أزلْ أقتاتُ وهمي واسقي دمعتي من صدّ بابا أذنبي "يا ابنةَ القمرين" أني محبٌ أشغلَ الروحَ انتحابا وأثرى من بناتِ الفكرِ حرفاً يناغي قلبَ من كانتْ سحابا وأبقى في مرافي الحب شوقا رآكِ الطهرَ فاعتادَ ارتِقابا :: :: أنا صبٌّ بنا للعشق باباً أألقى من سوافي الهجرِ ناراً وأنتِ الظلُّ ينسكِبُ انسكابا وأنت بشارةٌ زرعتْ بصدري فكانتْ للأباطيلِ الجوابا وكانتْ للهوى غيماً تدلى يسامرني ويسقيني الشرابا :: :: هنا يا لحنَ أيامي مقامٌ علي وتري يُقيمُ وكانَ أحرى لقافيةِ المحبِ بأن تثابا أأستقصيكِ في كل المرايا وللظمآن أبقيتِ السرابا وأيحثُ عنك حيثُ نصبت عشقي فلا طيفاً بعثت ولا خطابا سلي عني مطالعَ كل نجمٍ ووجه الشمسِ إذ خلعَ النقابا لَكمْ أبقيكِ في شُرفِ التجلي حبيباً ما وجدتُ له متابا وكمْ أبقيكِ متكئاً لقلبٍ نمى في وجهكِ النائي وشابا :: :: لأني في سطورِ الوصلِ قلبٌ وابقي رعشتي في كفِ حرفٍ يحركها إذا الهمسُ استجابا :: :: عِديني .. جئتُ لا أبقي مجالا عِديني .. أن سيبقى لي فؤاد به الأنسامُ تقتلعُ الضبابا
عبد القادر النهاري