بدتْ تحليقَةُ الصّقْرِ أرى إطلالةَ الفجْرِ أرى شعباً يؤلِّفُهُ رباط الوِحْدَةِ الحُرِّ أرى عِزّاً وتمكينا وحقّاً عادَ بالصّبْرِ هُنا صورٌ من المجدِ بميدانِ العُلا تجري هُنا شعبٌ لهُ وزنٌ كمثلِ القلبِ في الصّدْرِ كأنَّ الله قال لهُ لأمْرٍ بات في السِّرِّ تقدّمْ ربُّكَ الأكْرَمْ تسلّمْ سُدّةَ الأمْرِ لهذا الدينُ عُدّتَهُ بأرضِ النّيلِ في الكَرِّ أيا مِصْرَ ارْتدي شرفاً بدتْ تحليقَةُ الصّقْرِ أتى المُرْسي وشاهِدهُ سراج العلمِ والفِكْرِ أتى للشّعْبِ من قَدَرٍ بأُنْسِ الرّفْدِ والبِشْرِ لهُ نهجٌ وغايتهُ يُميطُ الفقرَ بالُيُسْرِ ففي حين من الدّهْرِ تسامَتْ رايةُ النّصْرِ على مِصْرَ التي انتصرَتْ على الإذلالِ والكِبْرِ بصوتِ الثّوْرَةِ العُظْمى وكا لطّوفانِ في البحرِ بطولِ النّيلِ سطْوتها أزاحتْ شاهِدَ القهرِ أماطتْ كُلَّ ضائقةٍ هوتْ بالشّعبِ للقعرِ وقضّتْ سطْوَةَ الوالي بأرتالٍ من الذُّعْرِ وهزّتْ قلبَهُ فهوى إلى المأوى الذي يُزْري من العلياءِ تورِدُهُ إلى الإذلالِ والكَسْرِ أدارَ اللهُ وجهَتَهُ من النّعْماءِ للعُسْرِ ومن شهْدٍ وجنّاتٍ إلى حرٍّ إلى مُرِّ فكم في القلبِ من نكوى وكم في النّفسِ من ضُرِّ ومن كانوا لهُ حرساً على بوابةِ القصْرِ هُمُ الحُرّاس أنفُسَهُم على بوابةِ الأسْرِ ومن بالأمسِ مُعْتَقَلاً يُعاني قسْوَةَ الزّجْرِ بأمرِ اللهِ نُبْصِرُهُ زعيم الأمّةِ الفخري على مرأى لساجِنِهِ بوسطِ الشّعْبِ كالدُّرِّ فكم للرّبِّ من عِبَرٍ لأهلِ الظّلْمِ والفُجْرِ يُمِرُّ اللهُ صورتها لِنيْجي النّاسَ من شرِّ