الحبيب أبا حسام
لسلام عليكم
شعر آسر ولا ريب , برشاقته الأسلوبية تضمن البلاغة في أشكالها الثلاثة وتملح زيادةً بالبديع توشيةً طباقا وجناسا ومقابلة وإن كنت على غير وفاق مع هذه المدرسة. كما ذكر أخي الأستاذ أحمد رامي من أنها قيلت في شخصين على طرفي نقيض مدبر لاغٍ بالخسيس ومقبل داعٍ للنفيس, وبدت هذه الثناية في العنوان (بزعاف وسلاف) كناية عن خلقين متضادين لشخصين متقابلين كذل تمتد هذه الثناية وهذا التقابل ليشمل موضوع القصيدة وإن كنا لاندري من صاحب الزعاف فإننا علمنا من صاحب السلاف فأنعم وأكرم به همام رياض شاعر تجولت قليلا في رحاب شاعرية واطلعت على بعض قصيده مما يدعو إلى الاطلاع أكثر.
صَبَّ الزُّعَـافَ لِغَيـرِهِ
وشَكَا السُّلافَ تَوَجُّعَـا
صورة كملت بالتقابل هنا.
إِنَّ النَّصِيحَـةَ لِلـذِي
تَبْكِي عَلَيـهِ الأَدْمُعَـا
نعم, وكلما زاد البكاء زاد الحرص على النصيحة, ولكن مؤلم ألا يتقبل منك من تبكي عليه.
خَابَ المُؤَمِّـلُ بِالمُنَـى
مَجْدًا وَأَدْرَكَ مَنْ سَعَـى
هذه من الحكم المطروقة كثيرا ولكنك رفعتها بسبكك ولفظك إلى ذرى الحكم مما يجله بيتا يجري على الألسن ماجرت الحكمة .
فَاصْرِفْ خَسَائِسَ مَنْ لَغَا
وَاقْطُفْ نَفَائِسَ مَنْ دَعَا
لو أخذ بنصحك هنا كل من سمعه لتعافت الأمة من بالء كبير بانحساره واندثاره , ولكنه الصراع الأبدي بين اللاغي والداعي واعتراك الخسيس بالنفيس , ليمز الله الخبيث من الطيب , جلعنا الله وإياك والسامعين من الطيبين وصرف عنا وعنكم كل خبيث.
تحياتي لك أيها الحبيب وللأستاذ همام رياض ولجميع إخواني في الواحة الطيبة.
دمتم بخير