الفتى الشجاع
بقلم
عبدالله الحمداني
محمد الحمداني
كانت مدينة الأدغال ذات البوابات الأربع مهددة من قوم يسمون أنفسهم بوحوش الصحراء ، وكان هناك فتى قوي يسكن المدينة اسمه ( فارس ) الفتى الشجاع .
وفي يوم من الأيام قرر وحوش الصحراء الهجوم على مدينة الأدغال ، وعندما حلّ الليل انطلقت الوحوش إلى المدينة ، وكان أهلها نائمون بأمان لا يعرفون بالأمر .
غير أن فارس كان مستيقظاً ، يتمشى بالقرب من أسوار المدينة ، فسمع صوتاً آتياً من الخارج ، فصعد إلى البرج حيث شاهد وحوش الصحراء يقتربون من البوابة الثانية ، فنزل فارس من البرج بسرعة عالية .. واخبر الجنود بالاتجاه إلى البوابة الثانية ، وبينما كان الجنود في طريقهم إلى البوابة الثانية ، أحست وحوش الصحراء الذين كانوا يراقبون المدنية من مكان مرتفع بقدوم الجنود ، فقرروا الانسحاب ، وهم يقولون كيف قد علموا بأننا سنهجم عليهم , ولكن لا بأس , لا بأس سنحاربهم في وقت آخر ..
وعندما وصل الجنود إلى البوابة لم يروا أحداً ، وقالوا إن هذا الفتى يضحك علينا ويسخر منا ... فحسابه عسير ..
وعندما رجعوا إلى المدينة شاهدوا الفتى واقفا في قرب النهر لحمايته من وحوش الصحراء ، وذهبوا إليه والقوا القبض عليه ليأخذوه إلى السجن ..
الفتى : اخبرني أيها الحارس ماذا حدث لماذا رجعتم ؟ اذهبوا إنهم سيدخلون البوابة الآن لماذا لا تصدقوني أسرعوا .
الحارس : ماذا تقول يا ابن الرجل الصالح أهذا ما ورثته من أباك .. هل تضحك علينا .. إنا ذهبنا لنحارب الوحوش في مدخل البوابة ولكننا لمجد أحداً . هل تسخر منا ؟
الفتى : اسمعني أيها الحارس أنا لا اضحك عليكم ولا اسخر منكم انني رأيتهم يقتربون من البوابة وشاهدت ذلك من برج المدينة فنزلت مسرعا لكي أخبركم بما حدث .. صدقوني ..
الحارس: حسنا .... حسنا .. أخبر هذا الكذب لغيري ..
وفي هذا الوقت كان وحوش الصحراء يخططون للهجوم على المدينة من البوابتين الأولى والثالثة .
وأطلق الجنود الفتى بعد أن حبسوه ثلاثة أيام ، وعندما خرج كان أهل المدينة يسخرون منه يقولونه هذا فتى مجنون وكذاب ..
وعندما اقتربت وحوش الصحراء للمرة الثانية لشن هجوم على المدينة ، رآهم الفتى الذي كان خارج المدينة مبتعداً عن الناس الذين يسخرون منه .
فأسرع إلى المدينة واخبر الجنود بما شاهده ، ولكن الجنود لم يصدقوه ولم يهتموا بكلامه .
ورجع الفتى حزينا إلى ساحة المدينة .. يقول في نفسه كيف سأحارب وحيدا وحوش الصحراء .. ستسقط المدنية بكاملها وهؤلاء الجنود لم يصدقوني .. يا رب ماذا افعل الآن ؟
فكر الفتى بطريقة ليعرقل الوحوش ، فجمع ما يستطيع من الخشب أمام البوابة ثم احرق فيه النيران .
وفي هذه اللحظة رأى الجنود أمام البوابة الدخان يتصاعد إلى الأعلى فذهبوا إلى البوابة بكل قوتهم وسرعتهم ، فرأوا الفتى واقفاً هناك .
الجنود : أيها الفتى ماذا يحدث هنا ؟
الفتى : وحوش الصحراء تشن هجوما علينا ولم أجد حلاً إلا أن أشعل النيران أمام البوابة لأعرقلهم .
فبعث القائد مجموعة من الجنود للتأكد من صحة كلام الفتى ، فرجع الجنود فأكدوا على صحة كلامه .
فقال لهم الفتى : أيها الجنود لقد رأيتهم يريدون الدخول من البوابتين الأولى والثالثة ، فأسرعوا قبل أن يدخلوا المدينة .
فأسرع الجنود حتى رأوهم يريدون دخول المدينة ، فحاربوهم محاربة شديدة حتى هزموهم شرّ هزيمة ..
ورجعوا إلى المدينة حاملين النصر ، وكل ذلك بفضل فارس الشجاع .
واخذوا الفتى إلى الحاكم ، فكافأه الحاكم على شجاعته بإعطائه سيفه الذهبي .
وزوجه بابنته الوحيدة ، وبعدما توفي الحاكم أصبح الفتى حاكماً لمدينة الأدغال .
وكان حاكماً عادلاً محباً للخير ، فعاش أهل المدينة بخير وسلام .