|
يا شعر هيا نذكر الفرقانا |
هيا نسطّر للكرام بيانا |
ونواصل المدح الشغوف بثلة |
بدرية في حبها نتفانى |
ونذكر الأجيال بالنصر الذي |
بالصوم كان لعزنا عنوانا |
وأعاد ترتيب الأمور بعالم |
عانى الضلال وكابد الطغيانا |
فالكفر أضحى بالقليب مجندلا |
يلقى بإذلال البلاء هوانا |
والمسلمون برغم قِلَّتهم لهم |
في بدر جيشٌ يهزم الكفرانا |
ويحيله للخسر يلقى صاغرا |
قهرا .. هلاكا .. حسرة .. خذلانا |
في بدء معركة الفخار (محمدٌ) |
طه الحبيب تفقَّد الأركانا |
واستشرف الأنحاء يأخذ أهبة |
ويمد كفا يسأل الرحمنا |
بعريشه يرجو الإله المرتجى |
يعطيه عونا سابغا ريانا |
والماء يهطل بالسلام مؤانسا |
أهل اليقين مُرَطَّبا هتانا |
يهديهم نوما بليل هانئا |
يهب القلوب مع التقى اطمئنانا |
ويثبت الأقدام في رمل به |
غاص العدو مرافقا خسرانا |
والله أنزل للحبيب ملائكا |
(جبريل) فيها يصحب الفرسانا |
ويقود جيشهم الأبي من السما |
قد جاء ينصر بالهدى القرآنا |
والمصطفى المحمود قائد عسكر |
للنور شرَّف بالجهاد مكانا |
في (بدر) أضحى معلما متميزا |
للحق بز الكفر والبهتانا |
وسل الأسارى يوم (بدر) قُيِّدوا |
يرنون قهرهم الأليم عيانا |
وسل القليب بقاعه أهلُ الهوى |
والكفر لاقوا بالردى النيرانا |
ونداء سيدُنا الحبيبُ عليهمُ |
أَصْغَوا له في موتهم آذانا |
وجدوا الخسارة في الحياة وبرزخ |
وبسعر نار واجهوا الأفرانا |
والمسلمون بغبطة وسعادة |
في (بدر) كانت بالضيا فرقانا |
شهداؤهم بالخلد رغدا طيبا |
يغشون فيه مع النعيم جِنَانَا |
شهداء (بدر) أكارمٌ وأفاضلٌ |
بهروا الدهور وزيَّنوا الأزمانا |
ومضابط التاريخ أرَّخت العلا |
لهم جميعا يثقل الميزانا |
ستظل سيرتهم منار حياتنا |
تهدي القلوب وترشد الوجدانا |
وتضيء درب المؤمنين على المدى |
وتنير بالحب الصدوق جَنَانَا |
فبها استنار المسلمون وواصلوا |
فتحا مبينا حطم الأوثانا |
وبكل أيام الزمان تألقت |
(بدر) وكانت للورى برهانا |
ستظل (بدر) هي الطريق لعزنا |
هيا نجدد بالهدى الإيمانا |
ونكون حقا صادقين قلوبنا |
بالحسن تلزم بالتقى الإحسانا |
رباه يا ذا الجود وفقنا لما |
فيه الصلاح وهب لنا الغفرانا |
واقبل صيام الصائمين جميعهم |
واجعل لنا طول المدى رمضانا |
صلى الإله على النبي وآلهِ |
ما البدر هل بنوره يغشانا !! |