183
خمس سنوات بعدك...كان ذلك في مزرعة السيد
"خوانْ أنطونْيُو" ..!!
مؤشر الراديو توقف عند الموجة 101.2
أصابني السهم في مقتل
"أسماء الأزرق" جاءتْ مسرعة
تحمل برتقال الأندلس الحلو
*****
في كبدي...
تسري الذكرى نمْلا أسودا الى فم الأندلس
يبني حجراته مرتعا لما مضى
أمضغ القات لأعبر جبل طارق
كسارق للحظات حب...كسارق
أمضغ موج المحيط
ولاأشبع..!!
أرسم ألوانك في الرايات
وحقول العنب تردد لحن العشاق
المساكين
تعلّمهم كيف يقطفون العنقود
ولايسقطون الحبٌّة
ولايستعملون السكين
التربة تحت أقدامكِ تشرب عَرَقك
ودموعها
أتذكر حبٌّات العرق وأنت تقطفين حبات
العنب
سماءٌ في فستان أزرق
ونساءٌ حولنا يُِمسدن ضفائرهن
تحت الشمس
نسرق القبَل وراء العريشة
ونبيع لهن الهمس
كان ذلك في مزرعة السيد
"خوانْ أنطونيو" !!
الحب والأندلس توأمان
العشاق هنالك ملوك السماء
وفراعنة من ذهب يمضغون الزبيب
هو الأحلى
لايهتمون بسكر في ماء
يغيبون لذة في مرايا بدون وجه
ملائكة يطاردون المتعة
وينحتون أصنام اللوعة
كنا نطير بمكنسة الساحرة
الى الإرث
الى أوبيرا "الناي السحري"
للساحر "موزارتْ"
ونتوقف لنشرب القهوة
في مقهى السيدة "مارْتا سواتْ"
"ماربيلا" تضحك ، كلها تثرثر
في راديو المدينة
ونحن نسكر من مياه الأبيض المتوسط
القمر يشخر فوق خيمتنا الصغيرة
النوارس تهيئ لنا فطورا بفواكه
البحر
نحب الجمبري بصلصة البرتقال
نسمع قصائد الملحون
نشاكس الهواء ونقذف بعضنا
بقشور الشمام والليمون
.
.
.
بخور هنا حملتها لي "أسماء"
في المجمر الأزرق
أنثرها على المارة في مدينتي
وفي الحارة
بخورٌ ملائكية من أجل قلب الأندلس
مزرعة السيد "خوان" قلبي الاخضر
لا فرق..!!
في "فاس" أو عقلي أو في ضوء البرق
الذكرى تحلق بحلاوة العنب
الى الأفق
بقلم / عمر امين