العشر الأواخر
***
شعر
صبري الصبري
***
عشرُ الأواخر أشرقت بضياءِ مسترسل من ربنا بعطاءِ للصائمين المخبتين بشائرٌ شتى تلوح بنورها الوضاءِ وتنير أفئدة الكرام بنفحة قدسية الآيات والآلاءِ فالله يعتق للعباد رقابهم من نار سعر لافح البلواءِ ويجيرهم من وحر هول مطبق ويذيقهم بحبوحة النَّعماءِ بالعفو يعفو ربنا فبعفوه في العشر ندخل روضة العتقاءِ من فضله نحظى ببسط شاسع ونكون ضمن عباده السعداءِ وننال غفران الإله المرتجى مَنَّا يمن إلهنا برضاءِ بالعشر نهفو كلنا بتلهف للخير هَلَّ بليلة عصماءِ هلت لنا في قدرها ومقامها وجمالها وجلالها المترائي (جبريل) ينزل والملائك حوله فيها بأمر مبرم بقضاءِ فيها سلامٌ للعباد ورحمةٌ بهداية وكرامة وصفاءِ وتضاعف في الأجر ليلتها كما ألف تمر لأشهر الآناءِ يا ألف شهر قد أتانا جملة في ليلة مبرورة الألاءِ فيك العطايا أُجملت من ربنا بمزيد وهب سابغ وسخاءِ فالحمد لله العظيم أمدنا فيها بجود مشرق الأضواءِ بالعشر أوقات التهجد تُجتلى فيها المعاني في خشوع أداءِ ويكون فيها بالعلاء المرتقى بخضوع قلب مخبت بولاءِ لله رب العرش يسمع دعوة لمن استقر بدمعه بدعاءِ ويجيبهم ربي إجابة واهب فرد عظيم مكرم معطاءِ بالعشر يحلو الإعتكاف بمسجد يحوي عبادا أمعنوا بسناءِ عذب شذي مستطاب طيب في عشر صوم طاهر الأرجاءِ فيه انقطاع للعبادة حسبما جاء الحديث لسيد الشفعاءِ وتلاوة القرآن فيها الملتقى بالبر يهطل بيننا بشفاءِ وزكاة فطر صاعها يعلو لنا بصيامنا بمحاسن الإعلاءِ فيها التكافل والتآخي والعطا للكَلِّ .. للمسكين .. للفقراءِ رمضان مهلا لا تفارقنا بنا شوق لمكثك بيننا بنقاءِ أنت المحبب للقلوب صديقها ورفيقها في روضة فيحاءِ ما إن تحل على الوجود بموكب فخم تسارع في خطى استقصاءِ فكأن شهرَك ليلةٌ وصيامَنَا يومٌ بفجرٍ .. مغربٍ بنداءِ رباه إنا يا كريم بعجزنا نرجوك جمعا سيدي برجاءِ فاقبل صيام الصائمين وهب لهم جنات خلدك مستقر لقاءِ وأعد علينا شهر صوم مقبل في عزة وسلامة ورخاءِ صلى الإله على النبي وآلهِ ما عشر صوم شعشعت بضياءِ !!