|
في مصر لاحت بالصفا الأنوارُ |
من بعد ليل ساده الأشرارُ |
فيه استباحوا أرض مصر وشعبها |
وسطا عليها بالدجى الفجارُ |
وجثت عليها بالفساد مصائب |
شتى توالت بالورى الأخطارُ |
يختال لصٌّ بالودائعُ بُدِّدت |
ولديه من دعم (الكبار) إطارُ |
ولديه تأييد الرئيس وعصبة |
فيها لمصر مثالب وحصارُ |
عانت من الأوباش حتى أقفرت |
وبها توارت بالحقول ثمارُ |
وبها تلاشى ينعها ونماؤها |
وبها تنامى الشوكُ والصبَّارُ |
حتى تحركت الجموع لنصرها |
فهوى نظامٌ ظالمٌ ختارُ |
وثوى بميدان البطولة بالعلا |
من أجل مصر حبيبتي الثوارُ |
والجيش قام إلى جوار شامخ |
للشعب .. (عاش الجيش والأحرارُ) |
وبدت لدولتنا العريقة طلعة |
فيها يلوح مع المنى استبشارُ |
تنظيم شورى للجميع تألقت |
فيها النزاهة واستبان نهارُ |
قد رافق الصندوق شعب ثائر |
فذ أصيل رائع مغوارُ |
يأبى مسالك من أرادوا جهرة |
تزييف أصوات بها الإصرارُ |
لتنال حقا بالنزاهة والهدى |
في ذلكم يتنافس الأطهارُ ! |
ولت ليال الزيف خارت وانتهى |
تزويرهم وضجيجهم والعارُ |
فالآن شورى الإنتخاب لمجلس |
يرسيه في أم البلاد قرارُ |
وبه يكون العدل شيمتنا به |
يأتي إلينا بالتقى استقرارُ |
يا برلمان الخير أهلا مرحبا |
لك من جموع هاهنا الإكبارُ |
بالبر نأمل من حماك تقدما |
وتطورا في طيه الإعمارُ |
ونراكَ شمسا في ضحاها أشرقت |
في مصرنا فتفتحت أبصارُ |
ونراكَ في الليل البهيم ضياءنا |
لاحت به بشهورنا الأقمارُ |
ونراكَ ميزانا طهورا عادلا |
في محتواه بطيبها الأخيارُ |
إن المجالس بالرجال تؤمها |
بالبر ترقى للعلاء ديارُ |
أف لتزوير القرار بباطل |
فيه استباحت مصرنا أضرارُ |
كم ذا شهدنا لهو جلسات بها |
(فتحي سرور) الماكر الغدارُ |
ترزي القوانين التي قد فُصِّلت |
لتكون فيها خيبةٌ وصَغَارُ |
والشعب يصبر في البلاء مزمجرا |
كالليث يقدح بالعيون شَرارُ |
وانقضت الأركان فوق رؤوسهم |
لتقوم في مصر النقاء الدارُ |
يا من دخلتم مجلسا متأنقا |
بالعدل فيه الحبُّ والإيثارُ |
طبتم وطابت بالصفاء جهودكم |
أنتم لكل الطيبين فنارُ |
مصر الحبيبة باحتياج عقولكم |
فبأرضها تتحدث الآثارُ |
تاريخُ مجد لا يُبارى عزه |
تجرى به في فخرها الأنهارُ |
من بعد ديجور الظلام تدفقت |
بضيائها في مصرنا الأنوارُ |
فلتبدؤا التخطيط ضمن نوابغ |
لهمُ مع الفكر الجميل حوارُ |
فربوع مصر بها العيون تطلعت |
لكمُ وفيها بالنهى استبصارُ |
عهد جديد لاح فيه لمصرنا |
نصر مبين باهر وفخارُ |
وبها ترقرقت الورود بحسنها |
والغرسُ والروضاتُ والأزهارُ |
وبها مياه النيل غرَّد موجها |
والفلك والأسماكُ والبحَّارُ |
فالبرلمان الحق صار حقيقة |
فسما بمصر المخلصين شعارُ |
أحبب بمصر وشعبها وبجيشها |
عن قدرها تتحدث الأمصارُ !! |