غــرامـي الــوحـيـد
إلى وطني الحبيب إلى بلادي التي أحمل عطر ياسمينها وشذا ترابها
في حنايا ضلوعي كما حمله المخلصون من قبلي
بِلادي إليـكِ تَحـنُّ القُلـوبْ
و تَزْدادُ وجْـداً وشَوقـاً تَـــــذوبْ
وتَهْوى ثَراكِ خُطـى العاشِقينْ
و يشْـدوُ انبهَاراً بكِ العندليبْ
وقـلبـي لرُؤيا رُبـاكِ جَريـحْ
وهلْ منْ سواكِ لِجُرحي طَبيبْ
غـرامي الوحيـدُ أيُجدْي اعْتذارْ
وعُمـرٌ تـــــــَولّـى مُحالٌ يـؤوبْ
هَجرتُ رُبوعــكِ طفْـلاً صَغيـرْ
ونـارُ الفراقِ بجوفـي لهيبْ
وعـشـتُ بوسْطِ الأنـامِ ذَليـلْ
و عـانيتُ ممّا يُعانـي الغـريبْ
فإنْ كُنـتُ حقّـاً بهـذا أسأتْ
فحُلوٌ إذا مـا أســـــــاءَ الحبيبْ
بلادي ودمْعـي لشِعري مِـدادْ
وعــذْبُ القوافي أتـى يَستجيبْ
عشقْتُكِ نبْعـاً يفيضُ صَفـاءْ
وأقسمتُ يـــــا شـــامُ ألاّ أتوبْ
عــصرْتُ وريدي ومنهُ اصطفيتْ
أريجاً يفـوحُ و عــطــــراً يطيـبْ
وعــطّرتُ كفّـي بمسكِ الوفـَاءْ
فيـومُ احتضانُكِ أضحى قريـبْ
بلادي برغْـمِ امتـدادِ الفضاءْ
وترنيـمُ شـادٍ بلحــــــــنٍ طَـــرُوبْ
ورغــمَ الجمالِ وحُـورُ العُيونْ
إليكِ اعْترانـيَ شوقٌ عجيبْ
ومهْمـا الليالي سقَتنـي زُلالْ
و مهْما أضاءتْ لعيني الدروبْ
تَظلّيـنَ دوماً لحبّـي شِـراعْ
و قلبـي أسيـرٌ وأنتِ الرقيبْ
وإنْ قُمْـتُ للّـهِ ربِّ العِبــادْ
لسجـدةِ شُكرٍ بُعيـدَ الغـروبْ
سُؤالي إليهِ سيبقـى وَحيــدْ
ومَنْ غيرُ ربّي لسُــؤلي يُجيبْ
يُنجّـي بلادي ويُفـنـي الطُغـاةْ
ويكْفيها كيـدَ الحسودُ الـكـذوبْ
( خلف كلكول )