|
لا تَظلِمي سمراء قلباً ما بـقي |
أو تُنكِري عشـقي وطُهرَ تعلُّقي |
وتُمـزِّقي بالغيبِ رجْماً خاطـري |
أَشَقِيَّةٌ بالْحبِّ أَمْ أنِّي الشَقِيْ؟ |
ما عُدْتُ فيكِ مُكـذِّباً إنْ تَكـذبي |
أو عدْتُ فيك مُصدِّقاً إنْ تَصدُقي |
إمَّا وصلـتِ القلبَ وصلاً سالِـماً |
أو يا مَليحَةُ فَارحَـميني واعتِقي |
|
أَلأَنَّـني أبديـتُ كل مودتي |
فلـربَّما أكبَرتُ حسنك كله |
وركَعتُ كالعُصفورِ يركعُ للرُّطَبْ |
أفلا لديكِ سوى الجمـالِ ، فإنّـهُ |
كَذِبٌ ، وإنِّي قد تَعبتُ منَ الْكذبْ |
لا تَـحسَبي أنَّ الفتـونَ بطيِّبٍ |
فالخَمرُ أصلُ الْخمرِ من حَبِّ العِنبْ |
|
أحبـيبَتي إنْ ثارَ موجي فاصْفَحي |
فلقد سئمتُ من الظنونِ أعيشُها |
وأُنيخَ عودي من غلاظَةِ ما حَملْ |
جبلٌ من الوجدِ الشَّغوفِ حَمَلتُهُ |
ولَهـزَّني حمـلي ولو كنتُ الجبلْ |
إني رأيتُ الأمـرَ عـزَّ منـالُـهُ |
والـمرءُ تـوَّاقٌ إلى مـا لم ينـلْ |
|
فرضـيتُ بالقـولِ الجَميـلِ قليلَهُ |
زعـمَ الوُشاةُ بأنَّ حُـبي كاذبٌ |
وفؤادِيَ الملهوفَ عنكِ بِمُعرِضِ |
رُدي عـنِ المظلومِ كلَّ وشـايةٍ |
وتقـرَّبي مـني بم ا قـد يقتـضي |
جَلَتِ الطهـارَةُ في سريرَةِ عاشِقٍ |
كـدمِ البكارَةٍ في الرداءِ الأبيضِ |
|
ما بـالُ قلبي عندَ قلبِكِ ماثِـلٌ |
شَرَقٌ كلامي والْحِـراكُ تلَفٌّـتٌ |
وكثـيرُ أنفاسي كَمثلِ تنهُّدي |
وخُطايَ ضاعت في اليمينِ شِمالُها |
وأصابِعي رجفاً تُحرِّكُـها يدي |
والله ما وُجِـدَ اشتياقٌ خالـِصٌ |
مثـلَ الـذي في قلـبيَ المتوقِّدِ |
|
يُروى غرامي في سِجِلاَّتِ الهوى |
فالعِشقُ إدمـاني وصـبري عِلَّتي |
والشـوقُ لوَّنـني بألوانِ الغَسَقْ |
حـبي غـدا قطراتِ جرحٍ من دمٍ |
والقلبُ من لهبٍ وصدري من ورقْ |
إنْ شئـتِ إطفـاءَ اللهيبِ لنِلتِهِ |
أو شئـتِ حَرقَهُ بالقطيعَةِ لاْحتَرقْ |
|
لكنَّني أهوى وأُخلِصُ في الهوى |
فاصغي إليَّ فَدَتْكِ روحي وارْجِعي |
ولكِ التَّنعُّمُ وليكن ذا الدَّمعُ لي |
نصفانِ عمري ..قد وهبتك نصفه |
والنصف في الوجهِ الجميلِ تأمُّلي |
هذا غـرامي لا يـفوزُ بِفَهْمِهِ |
مَنْ كان عن دنيا الغرامِ بِمَعْزِلِ |