|
قد جئتُ في نشوةِ الوجدانِ والفكرِ |
أنسابُ حباً وفي أشواقهِ أجري |
أُدنيهِ روحي ووجداني يحدثهُ |
ومنبعي لصفاءِ الشعرِ لا يسري |
ما كنتُ أحسبُ أنَّ البدرَ مكتملٌ |
والحسنَ مشتملٌ لمَّا دنا يُغري |
عاينتُ فيه جمالاً ، يالَروعته ! |
والوجهُ يا لهفي أندى من الزهرِ ! |
أمضى سهامَ عيونِ الحبِ فانطلقتْ |
بوقعها لفؤادي في ذُرى النصرِ |
آنستُ شوقاً لعلي أقتفي أثراً |
إلا فصرتُ لذاك اللحظِ في الأسرِ |
صرختُ مهلاً ، وأشواقٌ تعذبني |
وما ظننتُ حياةَ الودِ في القهرِ |
يقولًُ قيدي : ألفتَ الشوقَ مبتسماً |
ونلتَهُ أملاً في رقةِ الشعرِ |
هل قد أفادكَ أن لا زمتَهُ زمناً |
وكان وصلكما حيناً من الدهرِ ؟ |
لكانَ خيراً بما تلقاهُ من ألمٍ |
وعبرةٌ بجفونِ العينِ كالنهرِ |
لطفتَ في عالم الوجدانِ مزدهراً |
سميركَ القلبُ حتى مطلعِ الفجرِ |
صرختُ مهلاً ، أقولُ الآن مهجتنا |
في قبضة الأسرِ إرغاماً على العسرِ |
لو كنتُ أعلمُ أن الحبَ يقتلني |
لما عشقتُ ولا أسكنتُهُ صدري |
ولا رسوتُ سفيناً في شواطئه |
ولا غرقتُ هواناً في دجى القهرِ |
أُعيذُ قلباً لأني لستُ مرتحلاً |
لولا الحنينُ وفاءً في الهوى العذري |
لما لقيتُ حياةً ضيقَ فسحتُها |
وعيقَ باسمها عن نسمةِ القصرِ |
يا من طوى صفحةَ الأيامِ في عجلٍ |
سجلْ شموخكَ بالأشعارِ والنثرِ |
هنا أتيناكمُ حباً نودعكم |
يا دفعة الخير في الآمالِ والذخرِ |
نكللُ الصدرَ فُلاً باسماً وبه |
طيفٌ من الودّ محفوفٌ مع الدرِ |
ومن عبيرِ زهورِ الروضِ باسمةً |
إكليل ودّ ٍ على الترحيبِ والشكرِ |
إنَّ الوداعَ فناءُ الروحِ يشملهُ |
ذلُ الفراقِ ومن تلقاهُ لا تدري |
هَمٌ يجوسُ وعين القلبِ باكيةٌ |
وأنةٌ وحنينٌ في لظى الجمرِ |
لا تحسبون رحيلاً توصفونَ به |
أنَّا قساةُ قلوب الحبِ والخيرِ |
هي الحياةُ رحيلٌ لا مقامَ بها |
أمواجها نَفَسٌ في المدِ والجزرِ |
وأنتمُ الأملُ الباقي لإمتنا |
سلاحكمْ قيمٌ باللين والزجرِ |
فاثقفوا القلبَ علماً زانهُ أدبٌ |
وجادهُ قلمٌ في رونقِ السطرِ |
بالمجدِ ترقى علواً في تقدمكم |
وبالوفاءِ جمالاً زِيدَ في القدْرِ |
مَن قدمَ العلمَ أزهاراً يزينُها |
خُلقاً يقدمهُ في غايةِالبشْرِ |
فهو المعلمُ لا إنقاصَ يتبعهُ |
وهو الجديرُ بهذا القطفِ والبذرِ |
أُنهي قصيدي بما قد جاءَ مطلعهُ |
قد جئتُ في نشوةِ الوجدان والفكرِ |