كتب النهارُ على
الجدارْ
حريتي أمسٌ بعيدٌ تشتهي بُعدَ
السفرْ
لكنَّ دربي هاربٌ والشوكُ أدمى خطوتي
لا..لا يكفْ
والشوقُ يفضحُ أعيني في
الانتظارْ
والسجنُ في قلبي
انتظارْ
حتى إذا عزف الأنينُ بداخلي نحو
الهروب
عزف المطرْ
خطفت دموعٌ أعيني نحو
السرابْ:
الليلُ أعمى زاحفٌ نحو الخراب على
الشآمْ
سكينُ حزَّ رقابنا في كلِّ دربٍ
للحياة
ودماؤنا سِفرٌ لفجرٍ في المدى
تحدو عيون
العاشقينْ
سيفُ الطغاةِ يدورُ في كلِّ اتجاهٍ
للزمنْ
أمسٌ يمزقُ فجرنا كي
يستمر
نحيا بلا معنى ولا معنى
الحياةْ
الليلُ ذئبٌ ههناومضى
الذئاب إلى
السرابْ
كتبَ النهارُ على
الجدارْ
النارُ في كلِّ الدروبِ
سأستمرْ
حتى إذا عزمَ السفرْ
يجتاحني اللحنُ الحزينُ على الدروبِ
وأُغنية:
يا شمسُ قومي للسفر
يا شامُ قام الانتظار بخطوتي نحو
الرحيلْ
مُذ أشرقت تلكَ الشموسُ العاثرةْ
نحوالرحيلِ
بخطوتي
وأنا الدروب على
السفر
وأنا رحيلُ المستحيلِ إلى
النجومْ
إني أسيرُ بلا هدى وحقيبتي ملآى بأثوابِ
الشموسْْ
فأنا الحقيقةُ والخيالْ
وأنا الربيعُ على
المقلْ
وأنا دموع الراحلينَ إلى الأملْ
والليلُ في عيني جنونُ
الانتظارْ
هذا قطارُ الليلُ يصفرُ من بعيدٍ كي
أقومْ
والبحر يزحف في قلوب العائدين إلى الشواطىء من
بعيدْ
والأمسياتُ الهاربات إلى الأمامِ لكي
أنامْ
رسمت همومي ههنا حلماً بهيًّا دامياً
ودميٍ يحاكي
الأرجوان
فجرٌ ينادي شمسه نحو الصعودِ
للاحتفالْ
حريتي نزفت دماءً في جذور الشمس كي يحيا
نهارْ
ودمٌ ينادي ثورتي للقول لا
اليومَ لا
لا لن أنامَ بلا
جفونْ
لا لن أن أصيحَ على الأذان بلا
كلامْ
إني أنامُ اليومَ في حلمي الكبير بلا سلاسلَ
في يدي
لا لن أعيش الوهمَ بعدَ اليومِ في كنف
الجدارْ
الذلُّ قيدٌ في يدي
لاينتهي
كتب النهارُ على
الجدار
قُطعت يدي إن أوثقتْ للذل قيدا في صراع
للمدى
سيظلُّ ينبض خافقي نحو
الشروقْ
لن أنتحر
هذا صعودُ الياسمين إلى
العلى
هذا عناق الياسمينَ على
الربيعْ
هذا شروقُ القادمينَ مع النهارْ
الشمسُ تشرقُ في عيون الياسمين على
الجدار
كي يرقصَ الحلمُ السعيدُ لصحوةٍ نحو
الشروقْ
وهناك من عبقِ الدماءِ على
اليراعْ
كتب النهارُ على
الجدار
ومتاهة الصحراء تهربُ من بعيدٍ
في سراب
ذي أعيني قفزت بعيدا تشتهي عطشَ
السرابْ
الانتظارْ
الشوقُ يركضُ في سباقٍ للأفقْ
وسينتظر
الانتظارُ الأمسُ حُلُُمٌ في العيونْ
واليومُ أحزانُ السفينة في انفلاتِ الريحِ من ليل
السكون إلى الشواطىء في عناقٍ
للشراعْ
هبَّ الحنينُ على الرياحِ وأقبلتْ سحبُ
الهموم
سكب الفراتُ دموعه في كل دربْ
في الأمسيات
بردى يفجرُ دمعه عند
الفراتْ
ودمٌ يسيلُ على الدماءِ
وأغنيات
سكبَ الفراتُ دموعه عند
الفراقْ
وعلا الهديرُ على
الدماء
لكن شوقا في القلوب إلى الحياةْ
يا شامُ إنا سائرون إلى الحياةْ
كتب النهارُ على
الجدار
فليسقطِ السكينُ من أيدي
البغاةْ
ولتسكت الآهات في صوتي
الحزينْ
لن يرحل الشرقُ الجميلُ
بأفقنا
حريتي ابتسمت دماءً في شفاه الجرحِ كي يعلو
النهارْ
الكبرَ في ألق النجومْ
والموجَ في زحفِ
البحار
كتب النهارُ على
الجدارْ
فوزي الشلبي