دثني من لم أجرب عليه كذباً قط في حياتي فقال(دعوت الله في ليلة السابع والعشرين من رمضان ان يريني وادي عبقر منماما او عيانا فقد كنت من امره في شك عظيم. وأقسم الرجل أنه ما ان انتهى من دعائه حتى أخذته سِنة من النوم فوجد نفسه في وادٍ فسيح يموجُ بالحركة والحياة معشوشب زكي الرائحة لم تقع عينٌ على أجملَمنه في الدنيا.وكان من عجيب امر هذا الوادي ان الناس فيه يعرف بعضهم بعضا بلا معرفةٍسابقةفحينما رأيتُ رجلاًيمتطي صهوة جواده ويحمل في يده صحيفةً يحدقُ فيها ناديته على الفور ..أسمعني يا ابا بصير من شعركَ الذي كان قريباً من نفسك-وان كنتُ أعتبُ عليكَ كيف عاضلتَ وأنت صناجة العرب في بيتك الذي تقول فيه -ولقد دعيتُ الى الحانوت يتبعني........شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شولُ- فأنشدني رائعته -ألم تغتمض عيناك لياة ارمدا ----- وعاداك ما عاد السليمَ مسهدا-أما كيف عرفتُ أنه الاعشى فهذا ما لا سبيل للوقوفِ عنده بل ان العبارات لا تصلح لشرحِ أمرٍ كهذا..وليس وادي عبقر وقفا على الشعراء كما يتوهم البعض فلقد رأيتُ فيه اساطين العلماء والمفكرين والفنانين وممن رأيتهم .أفلاطون وسقراط والغزالي وابن طفيل وديكارت واسبينوزا وهيجل والبيروني وأيتُ فان كوخ ودافنشي وسفادور دالي الى جانب اينشتاين وماكس بلانك ولافوازيه وتشارلي شابلن ورأيتُ جوته وهو منحنٍ لاحمد حسن الزيات يشكره على ترجمة كتابه .آلام فرتر. وأيتُ أم كلثوم ومحمد القبنجي وزرياب والقصبجي وعثما ن الموصلي .ثم رأيت السياب وابو القاسم الشابي والاهم من كل ذلك اني رأيت في وسط الوادي المتنبي وقد جلس الى يمينه الجواهري والى شماله احمد شوقي وهو يجلس على منصة من ذهب قيل لي انها هدية من صابئة العراق وقد تحلق حوله جمهرة من الادباء والمتادبين وهو ينشد عليهم قصيدته العصماء -(عيد باية حال عدت يا عيد....الخ) وحين انتهى من قصيدته سألته يا ابا محسد .. كيف تركت العراق؟ فقال تركته وهو سرة الارض وملاذ العلماء ومثابة المتادبين فالناس فيه بين عالم وطالب علم او اديب ومتادب او نبيل ومتنبل فقال له الجواهري فهو اليوم مباءة الفساد ومرتع الجهل ومقصد الاسافل وموطن البؤس..وهنا ارتجل قصيدته التي سمعها كل من في عبقر وجرت لها دموعهم والتي لم احفظ منها سوى مطلعها......طوّفَ المجدُ لم يجد من رياشٍ...........يرتديها ليخلعَ الاسمالا
ها هنا المجد في العراق تباهى......... ببرودٍ فتاه فيها اختيا لا
عندها اخترقت الصفوف وطبعتُ قبلةً على جبينه عندها سمعت من يقول(بابا هاي شبيك) واذا بي أُقبلُ (بعنومي) الذي كان نائما بجانبي