في شدة حيرتي وتيهي لمحت بعوضة تحط على ذراعي..
يبدو من شكلها أن الطوى قد تمكن منها فهي هزيلة باهتة ابتسمت من شدة حزني وقلت لها...,.
قَدْ طَالَ وُقُوفُكِ فَوقَ يَدِي
تَغتَالين بَقَايا جَلَدي
أَتَأَمَّلُ فِيْكِ مَدَى وَجَعِي
فِي وَجْهِكِ أَلْقاهَا عُقَدِي
اِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ طَعَامًا
فَاقْتَنِعِي مِنّي.. لَنْ تَجِدِي
أَوَ مَا تَدْرِينَ بِأَنَّ دَمِي
قَد تَاهَ بِقَلْبِيَ مِنْ كَمَدِي
وَشَرَايِينِي يَجْرِي فِيْهَا
حُزْنِي وَالشَّوقُ إِلَى بَلَدِي
وَاقِعُنَا قَدْ أَنْضَبَ دَمْعِي
وَدِمَايَ وَأَنْهَى قُوتَ غَدِي
وَرَمَانِي خَارِجَ أّزْمِنَتِي
أَبْحَثُ عَنْ مُسْتَقْبَلِ وَلَدِي
لَنْ تَجِدِي دَاخِلَ أَوْرِدَتِي
إِلَّا طَعْمَ الْجُوعِ الأَبَدِي
أَوْهَامُ الْأَمسِ تُلَاحِقُنِي
وَجِرَاحُ الْيَومِ بِلَا عَدَدِ
مِخْلَبُكِ الوَاهِنُ يُضْحِكُنِي
فَاجْتَهِدِي أَو لَا تَجْتَهِدِي
وَادَّخِرِي وَقْتَكِ قَارِصَتِي
وَخُذِيهَا مِنِّي (بِالْبَلَدِي)
إِنْ كُنْتِ تُرِيْدِينَ حَيَاةً
فَعَن اليَمَنِيِّينَ ابْتَعِدِي