رثاء صديق
كان لى صديق اسمه رضا السيد السلامونى –رحمه الله- وقد مات غريقا فى نهر النيل منذ خمسة عشر عاما حين انتهينا من إتمام المرحلة الإعدادية فى الأزهر الشريف وقد قمت برثائه بعد أربعة عشر عاما من موته لأنه ما زال فى قلبى وعقلى وأذكره كأنه كان معى بالأمس القريب ,فغفر الله له مغفرة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
[COLOR="Blue"]
رثاء صديق
ما كنتُ أوثر أنْ يغيبَ رثائى /// يا راحلا عنْ غفلةِ الأحياء ِ
مرّتْ سِنونَ على رحيلك فاستمعْ /// ما فتقته قرائحُ الشعراء ِ
ما جئتُ أبعثُ فى النفوس ِهمومها /// لكنْ بعثتُ عزائمَ الضعفاء ِ
إنّ الخطوبَ وإنْ –تعاظمَ وقعُها - /// تُحيى القلوبَ بحكمةٍ وعزاء ِ
ماذا جرى بالموتِ بعدَ وقوعه ؟؟؟ /// أوليسَ كلّ مُعَمّر ٍ لفناء ؟؟!!
قمْ يا شهيدُ إليك ألفُ تحية /// محفوفةٍ بمدائح ٍ وثناء ِ
تبكيكَ نفسٌ قدْ تكاثرَ دمعُها /// حتى غدا كهواطل ِ الأنواء ِ
باتتْ تئنّ عليك ربّاتُ الحيا /// ويدُرْنَ منْ يأس ٍ إلى إغماء ِ
آثرْنَ عِقدَ الذارفاتِ دموعها /// وزَهِدْنَ فى عِقدٍ منْ الإثراء ِ
فقلوبُهنّ من الشقاءِ سقيمةٌ /// ضاقتْ بحمل جلائل الأرزاء ِ
والأصدقاءُ جميعهم فى حيرة /// ٍ منْ تلكمو الحسراتِ والضّراء ِ
أفنوا عليك دموعَهم فتغيرتْ /// هذى العيونُ بحُرقة ٍ وبكاء ِ
جاءوا إليك كأنهم منْ حزنهم /// فقدوا بفقدكَ معشرَ الآباء ِ
والأزهرُ الموجوعُ باتَ مزلزلا /// يبكى عليك بلوعة الأحياء ِ
أعوادُ نعْشِكَ تستثيرُ قلوبَنا /// وتُريقُ ماءَ مدامع ِ الأعداء
فرحتْ بحملِكَ يا شهيدُ وذكّرتْ /// بالعلم والتأليفِ والإنشاء ِ
لولا التواضعُ طار نَعْشُكَ فى الفضا /// ليُجاورَ الجوزاءَ فى العلياء ِ
آثرْتَ سُكنى المقفراتِ تواضعا /// لله درّكَ !! سيّدَ النبلاء ِ
يكفيكَ قولُ النّيّراتِ تفاخرا /// عمّا تقولُ جماعة ُ الشعراء ِ
إنّ القريضَ –وإنْ أقمتُ عمودَه- /// لا زالَ فى خطْبٍ منْ الإعياء ِ
ماذا أقولُ ؟؟ وقد تقاصر عنكمو /// شعرى وتلك طبيعة العظما
[/