يا مصر ردي لهيب النار بالنار
وإقض النوافل ما في الرد من عار
شدي إليك زمام النيل مشرقة
وإحم المروءة واجلي خاطر الدار
في ثوب عز من الشطآن واثبة
وسابقي المجد في تيه وإصرار
ضمي إليك شتات العرب واكتحلي
من مرود الفخر في العينين جرار
بالسيف تجلى إذا ما شت موردها
واللين يغري رعاع الناس بالجار
ما كان من عوج إلا لمثلمة
إلا اعوجاجا بحد الصارم الضاري
فاختر رماحك لا ترخي أعنتها
حمراء قاصفة تودي كإعصار
من كل شهم كعود الند منبته
ورّاد ثأر كمثل السيف بتار
أدى الصلاة إذا نادت مآذنها
ثم استشاط كنجم مغتدي سار
صلب العريكة لا تثنى جراءته
حمال نازلة كالنمر مغوار
يأبى السحاب فلا تدنو مشاربه
إلا كفاحا بهوجاء وإعصار
والأسد تذوي إذا شاخت مخالبها
والغاب تؤتى بأنياب وأظفار
ذلت جباه تجاه الغرب ساجدة
خشب مسندة بيعت بأصفار
شأن المنافق اذ زاغت بصيرته
دنيء دار وان طالت فغدار
في عينه خور ما جئت تطلبه
ذل العبيد ليغرى طمعة الشاري
لا تحسبن صغار الحمر واثبة
في وجه ذئب عصي القلب جبار
والعير هالكة ما نالها جرب
فاعمد إليها وداوي الداء بالقار
وربة البيت إن خانت مكانسها
تسيد الفأر فيها مالك الدار