في آخر الليل..
صوت يناديني يبعثر نومي الهانئ ؛ مَنْ هذا الذي يلهو معي في الهزيع الأخير من الليل ؟!
نفظتُ النوم عن رأسي ، خرجت فلم ألمح أي شيء ..!
غلّقتُ أبواب منزلي ، ورجعتُ أتمطى نحو فراشي ، فعاد الصوت يناديني...!
يتغلغل إلى الأعصاب مباشرة يحرك ألذ الحواس ؛ صوت أنثى ، فتاة ناعسة ، أو إنها أمرأة تتظاهر بذلك ، توجهت صوب السطح ، مسحت ثياب الليل بنظراتي ، ليلة تُفرغُ ماتبقى من الشتاء في ربوعنا التي تجهزت لاستقبال الربيع الجديد ، لففت بعضي بذراعيّ واحتضنتُ رعشتي ..
نظرتُ في السماء ، كثيرة هي الغيمات التي يُطلُ من خلفها القمر ، ينقبُ عتمتها ببياض سحنته ترافقه بعض نجمات متفرقة ...
عند انفراج بعضها يسوقها النسيم، مرت غيمة تحمل فوق جنحها عروسا ترتدي فستانا أبيض ، قفزتُ إليها طائراً ، مددت يديَّ ناديتها، ابتسمت أمطرتْ سحابتها وغادرتني ..
تهادى ذلك الصوت خلفها ، تركتني أموج في بحر عشقها ، ماغرقتُ ولكن ابتل بعض ثيابي ..
محمد مشعل الكَريشي
15-2-2013