المباراة بين المتناظرين المتعاصرين أمر معروف، وقد قيل: المعاصرة حجاب.
وأمر المهاجاة الخفيفة بين الشاعرين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم باستخدام فن التورية في اسميهما أمر مشهور معروف.
وهنا أنقل من "اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر" لعبد الرؤوف المناوي- نصا ينقل موقفا يشبه موقف الشاعرين، لكنه بين علمين من علماء الإسلام الإمام ابن حجر العسقلاني والإمام بدر الدين العيني.
وهاكم النص:
ولما عمر السلطان المؤيد المؤيدية وأتمها مالت المئذنة التي بنيت على البرج الشمالي، فخيف سقوطها، فهدمها، فقال المؤلف في ذلك معرضا بالعيني شارح البخاري:
بجامع مولانا المؤيد رونق * منارتها بالحسن تزهو و بالزيني
تقول وقد مالت عن القصد أمهلوا * فليس على جسمي أضر من العين
فبلغ العيني فقال:
منارة كعروس الحسن إذ جليت **وهدمها بقضاء الله والقدر
قالوا أصيب أحبيت بعين قلت ذا غلط **ما أوجب الهدم إلا خسة الحجر