|
دعي رمقاً في قلبِه ينظمُ الشعرا |
وما شئتِ من روحٍ فسُلّي فلن يبرا |
تسلّى عن الدنيا بكِسرِ قصيدةٍ |
أحقاً؟ أمِ الدنيا أدارت له الظهرا! |
تدثّرَ من حَوكِ الرؤى بغلالةٍ |
وكم حائكٍ للخزِّ يضحى وكم يعرى |
تغطّيه أطيافٌ إذا طاف ليلُه |
وما مِن دِثارٍ عندما يُوقظُ الفجرا |
دعي الليلَ ممتدّاً يؤانسُ وحشتي |
فلا استيقظت شمسٌ ولا نامت الشعرى |
وجسّي بطرفٍ رغم بردِكِ فاترٍ |
فلن تشعري بالنبضِ في جثةٍ صحرا |
بقيةُ إنسانٍ وصورةُ هيكلٍ |
تلوحُ كطيفٍ باهتٍ في الكرى مرّا |
ظلالُ نخيلٍ لم يُبقِّ له الظما |
وكَرُّ السوافي سعفةً، لا..ولا قعرا |
أنا جسدٌ خاوٍ كقِربةِ عازفٍ |
ألحّتْ على أحشائها كفُّه عصرا |
تَحمَّلني ردحاً من العمرِ كلكلاً |
وها قد هوى بي الآنَ لم يستطعْ صبرا |
أشيّعُ حلماً بعد حلمٍ دفنتُه |
بأمسِ فما أنفكُّ من شِقوتي حفرا |
تحطّمَ مجدافي وخُرّقَ زورقي |
فمَن لي بموسى اليومَ كي يسالَ الخضرا |
أنا نهبُ أمواجٍ تبعثرُ حيلتي |
وتصفعُ آمالي إذا اشتاقت البرّا |
وموئلُ أضغاثٍ تؤرّقُ مضجعي |
فما هجعت روحٌ ولا جسدٌ قرّا |
شواخصُ عيناهُ ترومُ منارةً |
وليس ترى في أفقِهِ ما عدا البحرا |
رسبتُ إلى قاعٍ يشدُّ بجثتي |
وأطفو قليلاً حين أجتذبُ الشعرا |
كنفثةِ مصدورٍ يُفرّغُ تارةً |
ويشحنُ من أنشاقِه تارةً أخرى |
على هامشِ الأيامِ مُلقىً كأمسِها |
فإن سقطتْ أوراقُه إنها صفرا! |
أُعالجُ في نزعي المعلَّقِ سكرةً |
فمَن غيرُ نفسي بالرثاءِ هنا أحرى |