|
مهما تخبئُ هذا الحزنَ ينكشفُ |
عيناكَ حفَّهما مِن غدْرهم أسَفُ |
آخيتَهم، فإذا بالحقد غُصَّتُهم |
كالشوكةِ انكسَرتْ، في حلقِهم تقِفُ |
آويتَهم، وجعلتَ القلب تعبره |
أحلامهم، وشِغافُ الروحِ مُنعطَفُ |
أدنَيتَهم ليُواروا فيكَ رهبتَهم |
واخترتَ تحضنُهم، كالأمِّ، ما رجَفُوا |
واسترخصوكَ، وكم ثمَّنتَ قيمتَهم |
ها قد عَرفتَ على ما يُبْخَسُ التَّرَفُ |
باعوكَ، يوسفُ، فابتعْ بالأسى لغةً |
للعفوِ، يجهلُها مَن للخداع وَفُوا |
الميتون بأجسادٍ تَسيرُ بهم |
نحو الضياع، خُطاهم قادها تَلَفُ |
الجاهلون وقد عاشرتَهم زمنا |
فاقرأ "سلامَكَ"، لا وحيٌ ولا صُحُفُ |
يا تمرَ نخلِكَ فيهم والعيونُ له |
ترنوا، ويَحجُبُه عن مَكرها السعفُ |
هذا الوفاءُ، وذاكَ الغدرُ، بينهما |
ما لا يُرى، وطِبَاعُ الناسِ تعترِفُ |
يعلو وفاؤُكَ فوق الغدر، مبتسماً |
يُخفي الجِراحَ، ويُبدي الحقدَ مَن نزفُوا |
صُنْ ذا الوفاءَ ولو أهرقتَ فيه دماً |
في الناس آخِذُ هذا الثأرِ، لو عَرفوا |
خبِّئهُ فيكَ لكي تسمو به شرفاً |
إنَّ الوفاءَ – إذا ما صُنتَه - -الشرفُ |
بادِلْ سواكَ به حتى وإن غدروا |
أقوى تصيرُ، متى مِن غدرِهم ضعُفُوا |
واصِلْ، تصِلْ، وتَـنَلْ، حتى يُقال: "لقد |
أُوتِيتَه، وبه كم عُدتَ تتَّصِفُ" |