|
نَفَـذَتْ بِوَجْـدِي مِـنْ وُجـوْدِي الأكْـبَـرِ |
و إذا بهـا فــي مِهْـرَجـانٍ أخْـضَـرِ |
حَتَّـى هَـوَتْ كِسَفـاً ، و كنـتُ أظُنُّـهـا |
حَتْمَـاً سَتَـزْرُقُ مِثْـلَ رُمْـحٍ سَمْـهَـري |
و تُعِيْـدُ نَسْـجَ الضَّـوْءِ فـي ناموسِهـا |
مِـنْ وهْـجِ وجْدَانٍ نَـقِـيِّ المَـصْـدَرِ |
للهِ ، كَـمْ كَتَـمَـتْ شُـعُـوراً أزرَقــاً |
فـي شَجْوِهـا لحدائقـي ، و لأنـهـري ! |
أَسْنَى ، فتَعْزِفُـنِـي مَـرايـا رُوْحِـهـا |
شَمْـسَـاً مُغَـنَّـاةً ، بِلَـحْـنٍ مُـقْـمِـرِ |
تَرْنِيْمَـةً ظَـلَّـتْ مُسَـمَّـرَةَ الـصَّـدى |
أهْفُـو لهـا ، وشُجُونُـهـا من صَرْصَرِ |
مُـنْـذُ استحـالـتْ نَبْـتَـةً ضَـوْئـيـَةً |
فِي رَوْضِ قَلْبِـكَ يـا نَـدَى ، لَـمْ تُثْمِـرِ |
كُـلُّ الطَّوَالِـعِ فِـي عُـرُوْشِ جَمَالِـهـا |
لَتَشِفُّ عَـنْ شَغَـفٍ ، مِـنَ المَعْنـَى بَـرِي |
كَتَـبَ الزُّجَـاجُ ، بِمَلْـكِـهِ ، نَزَوَاتِـهـا |
نَزَقَـاً علَـى نَزَقِ التُّرَابِ الأحْمَرِ |
و أقوْلُ : مـا أدْنـاكَ مِـنْ صَلْصَالِهـا ! |
فِيْمَ انْصِهَارُكَ فوقَ صَدْرٍ مُقْفِرِ ؟! |
وتُجِيْـبُ عَـنِّـي بابتِـسـامٍ أصْـفَـرٍ |
:طَـبْـعُ القَـوَارِيْـرِ افتِـعـَالُ المُنْـكَـرِ |
مـاذا تُرِيْـدُ بِكَاشِـحٍ ، فِــي صَـدْرِهـا |
بِلَظَـى العَمَائِمِ و العَمَى ، مُسْتَنْـفَـرِ |
ماذا تُرِيْـدُ ؟ و قـد مضـى عـامٌ علـى |
تجنِيحِهـا المَشئـومِ ، نحـوَ المَهْـجَـرِ |
دون اكـتــراثٍ للتـبـاريـحِ الـتــي |
حَصَّتْ علـى وَجْـهِ المُريـدِ الأسْمَـرِ؟ |
ها قد صَبَا بي القهرُ عـن أُقصُودتـي |
حتى تميز من لهيبٍ مَحجري |
وأعُـوْدُ ، مُتَّشِحـاً بـِهَـالاتِ السُّـهَـا |
و لَدَيَّ مِـنْ بِـدَعِ الهَـوَى نَـصٌّ ثَـرِي |
قَسَمَـاتُـه قلـبـي ، و دهشـتُـه أنــا |
أرأيـت كيـف أَبُثُّـهـا فــي دفـتـري |
قلـبٌ أنـا ، سيـظَـلُّ مُتَّـقِـدَ الحَـشـا |
بحَبيـبـةٍ ، بُلِـيَـتْ بقـلـبٍ مَـرمـري |
ستظـلُّ لحنـاً لا يـمـوتُ ، و فـرحـةً |
مزروعـةً فـي القلـبِ مثـلَ المَشْـقُـرِ |
لكنمـا ألَـمُ البُـعـادِ عـلـى الـمَـدَى |
جُـرْحٌ بوجدانـي ، و إنسانٌ طَـرِي |
هـذي مَلَفَّاتـي علـى سَـطْـحِ الـدُّجـى |
مـن دونمـا شَفَـرَاتِ سِـرٍّ ، فانْـقُـري |
ستريْـنَ قُرْصـاً واحـداً ، هـو مَرْفـئـي |
و نظـامُ تشغيلـي ، و سيرةُ أعْصُـري |
وتـرَيْـنَ (بِيْتْهُوْفِنْ) يُسَبِّحُ خاشـعـاً |
بـجـوارِ أغنيتـيـنِ مـثْـلَ الـسُّـكَّـرِ |
حـاولـتُ "فَرْمَـتَـةَ" المَلـفـاتِ الـتـي |
، كالشعر مبتذل القوافي ، تنبري |
حتى تكاثر واستشاط جنونها |
من نقرة لمسيةٍ بالبِنْصِرِ |
فأعـدتُ تهيئتـي ، كنـبـضٍ مُـرْهَـقٍ، |
يعـتـادُ أوردتــي ، و لــم أتَطَـهّـرِ |
لـن أَرْكَـنَ الآتــي رهين صفاقة |
لِلَفِيْـفِ حــبٍّ ، بالـهـوى مُسْتَهْـتِـرِ |
كـم قلـتُ : قِـرِّي مهـجـةً و حبيـبـةً |
لا تجهلـي ، لا ترمـقـي ، لا تَبْـطَـري |
لكِنَّـهـا ، وأمــوتُ مِــن " لكِنَّـهـا "، |
أَفَـلَـتْ بـوجـدانٍ ، عَقِـيْـمٍ ، مُـدْبـرِ |
كم كنـتُ أزْهُـو حيـن أصحبُهـا معـي |
لمحافـلِ الشعـراءِ فــوقَ المُشْـتَـرِي |
لـم أنفرط لعنادها مُسْتَنْكِـفـاً |
من مطلب ، أو أنْ أقـولَ لهـا : مُـرِي |
و مضيـتُ أقْتـرِفُ الحيـاةَ كشاعـرٍ |
يستغور المجهولَ ، دون تَـصَـوُّرِ |
تُهْنَـا مـعـاً ، و استـأثـرتْ أيامُـنـا |
بسُكونِـنـا ، حـتـى دُنُــوِّ المَحْـشَـرِ |
حتـى ، و "حـتـى" غُـصَّـةٌ أبـديَّـةٌ ، |
كـلَّ الجـوانـحِ و الحنـايـا تَعْـتـري |