|
عَطَفَ المَلامَ على الثَناءِ صُدودا |
وأَزاحَ عَنْ ثَغرِ الوِئامِ خُدودا |
وأَطلّتِ الشَحناءُ تُبصِرُ حَظَّها |
مِنّا وقد أيسَتْ فَكُنّا العيدا |
قَد أزَّ في جَنبيهِ مِرجَلُ نَبرَةٍ |
خَرَجتْ تَطيشُ مِنَ النُفوسِ بَعيدا |
أو نَظرَةٍ مِنّي تَجوسُ فَضَاءهُ |
قَلقَاً فَأوجَسَ رِيبةً وَجُحودا |
مَالي أُراجِعُ فِيهِ أحياني التي |
سَبَقتْ فَأضرِبُ بِالكُفوفِ جَديدا |
كُنّا فَكانَ المِلحُ في آلامِنا |
شَهداً وَ خُبزُ النائِبات ثَريدا |
يَتَكسرُ الصَلصَالُ مِن أعباءِ دُن- |
يتنا فَنَصهَرهُ بِنا الجُلمودا |
كُنّا وثالِثُنا الدَياجي أقبَلتْ |
كَمَداً فَنُظهِرُ للوَرى التَحميدا |
ونُغالِبُ الدُنيا يَشُدُّ إصَارَنا |
مَا كانَ مِن ودٍ يَفّلُّ حَديدا |
كم جّدّت الأوهامُ تُثني جَمعَنا |
فَنَزيدُ في عُرفِ الإخاءِ بُنودا |
مَا جَاسَ في سوحِ الوِفاقِ تَكَدّرٌ |
إلا ويَرفُضُ قَيدهُ التَقييدا |
تَتَلعثمُ الآثامُ في إنكارِها |
قلباً تَضَمّخَ بِالوَفاءِ عَميدا |
إنّي أرى أمسي يُحاصِرُ مُهجَتي |
بِالمَنِّ حتى خِلتنُي مَفقودا |
فَتَسَلّقتْ روحي تُفيقُ مَدارِكي |
بِفَمي فَكُنتُ الشاهدَ المَشهودا |
أصَديقَ أنفاسي التي مَا أتعَبتْ |
إلاكَ هَل مِن حُجَةٍ لأذودا |
خُذني بَقايا الأمسِ أَغلِقْ حُجتي |
فَلَقد عَرفتُ جِنايتي تَحديدا |
إنْ كانَ مِن حُكمٍ فَطِبْ نَفساً بِهِ |
ذَنبي تَقلّبَ في رِضَاك جَريدا |
حَتّامَ يُشغِلُنا الخِصَامُ تَهافُتاً |
للظَنِّ ، حَسبُكَ مَن يَقِنتَ أكيدا |
وحدي سَأُحجِمُ عَن مُعاقَرةِ النوى |
في الهَجرِ ألا أرتضيكَ وَحيدا |
وَلَسوفَ يُسمِعُكَ الحَنينُ فَظاظَةً |
أقصِرْ فَقد جَاوزتَ فيهِ حُدودا |
يا صاحِ أنِّبْ ما استَطعتَ لقاؤنا |
يُهديكَ مِن طيبِ الورودِ ورودا |
مَا الوعدُ إلا نابضينِ تَعانقا |
فأتى الزَمانُ بِجمعِهِمْ مَولودا |
الحِلمُ مِنكَ عَلى الأناةِ طَلاوةٌ |
تَهمي فتُنبِتُ في القُلوبِ عُهودا |
والشوق في كَلَفٍ يُبَشُّ لِذكرِهِ |
والوصلُ أجدَرُ أنْ يَكونَ مَجيدا |